الأخبار الثقافيةمقالات

إنّها قهوتي

بقلم: سعود الهم

بدأ الأمر منذُ أكثر من ست سنوات عندما كنت منهَك للغاية وقرّرت أن أذهب للمقهى المُجَاوِر للمكان الذي أعمل به …

وحين وصلت هناك وقفت أتأمّل قائمة المشروبات الساخنة، وبينما أنا كذلك لمَحْتُها وكأنّها المرّة الأولى التي أراها هناك بالرّغم أنّها ليست المرّة الأولى على الإطلاق رأيْتُها وكانت فاتنةً بكل المقاييس.

وقعت في حبّها، وأظنّها أيضاً وقعت في حبي، قضيتُ معها أوقاتاً رائعة وذكريات جميلة، كانت قادرة على احتوائي في الأوقات الصعبة وكأنّها تعتذر لي عن كل ما بَدَر من الحياة تجاهي.

كنتُ أرتَمي في حضنها في اليوم ثلاث مرّات وأحياناً أكثر، كان حُضنُهَا دافئاً للغاية يدفعني لنسيان العالم بأكمله، بل وتساعدني على حل مشاكلي التي قضيت أياماً وساعات أفكّر في حل مثالي لها.

هي أجمل الأقدار، لم ولن أنساها في أوقات السعادة والحزن، فهي الوحيدة التي تفهمني وتمنحني القدر الكافي من الإهتمام الذي بحثت عنه لسنوات وسنوات.

لم أبحث عن بديل لها يوماً، لا ولم أفكر يوماً بخيانتها، لقد دخلت حياتي وملأت عيني عمّن دونها، بربّك أين لي بشبيهةٍ لها! رائِحتُها زكيّة ومنظرها جميل ولم تخفي عنّي يوماً حقيقتها، فبالرغم من مرارتها إلّا أن باطنُها ومعدنها أصلي لم تغيّرهُ الظروف مع مرور السنوات.

تبدو قاسية أمام كلّ من يراها فلونها لا يعكس حقيقة ما في داخلها ولكن هذا الأمر (إحترازي لا أكثر)، وكأنّها تطلب من كل من يريد الوقوع في حبّها ألّا تخدعه المناظر السطحية وأن قيمتها فيما تمنحه لمن يهتم بها لا لمن يرغب بالتأمل في جمالها دون أن يكون لها أي أدنى تأثير لها على حياته.

هل تعلمون من هي ؟

إنّها قهوتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى