الأخبار الثقافيةمقالات

المُحبِطون في الأرض

بقلم – نايف مهدي

من المُسَلَّم به أنَّ الله لا يكلف نفساً إلّا وسعها، ولا يُثقل الكتوف الضعيفةَ بالأحمال التي لا تستطيع لها حملاً ولا تجد عنها مصرفاً، لكن! ماذا لو كان لديك الإمكانيات التي تتفوق على كل ما يحيط بك؟!!

وأنك لست إلّا محكوماً بالتأسي تِبعاً لطاقاتِ أشخاصٍ محدودة، لا تفيضُ ولا تغيضُ ولا تُغني من جوع، ولا تظل من هجيرٍ أو تقي من غرق. أو أنك قابعٌ  في دائرةٍ مفرغةٍ بين أناملهم!؛ فيحرصون على إغماض أعينهم عما تختزنه من الإبداع الذي طالما تاقت نفوسهم إليه، وأسهبوا في أمانيهم أن لو امتلكوا صواعاً مما امتلكت لأقاموا الدنيا وأقعدوها فخراً وتبجيلاً، وعوضاً عن تلك الأماني الظاعنةِ الْمَوْءُودَة في صدورهم؛ يُغِيِرُون عليك بالأبصارِ و الألسنةِ وما كظمت سرائرهم أشدّ مما تمنطقوا به، فيتوارون خلف أعذارهم ويشذبون ما ازدهر بك لتحاذيهم أو تقل عنهم منزلة، فيُظلونك بسقفهم البُحتري، وفكرهم الضيق أينما كنت وحيثما مضيت.

فلا تحفل لأمرهم ولا تقيمنَّ في دثار أفكارهم، ولا توكأُ قدراتك وفقاً لهم، أشعل ضياءك بعيداً عن ظلماتهم، وذرهم في غيهم يعمهون وبجهلهم يفرحون، واضرب الدروب التي تتورع عنها الأقدام وتتحسر دونها النفوس، ولا تنحدر من قمةٍ إلّا لصعود أُخرى، وامضِ على أملٍ يعقبه أمل، ونجاحٍ يتلوه آخر، مدوناً أمجادك في ألواح السماء التي لا تطالها رقابهم المتدلية ولا يخالها فكرهم المغلق، وثق تماماً بأن قيمتك لا حيث أقامك الناس إنما حيثُ أقمت نفسك وارتضيت لها مقعداً ومتكئاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى