أخبار المؤلفين والكتابالأخبار الثقافية

وما الإنسان إلا إرث متكرر لتاريخ من المهازل القدرية في .. رواية “موت طارئ”

صدر عن مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع، رواية حديثة بعنوان “موت طارئ”، للكاتب عادل الدوسري.

تدور أحداث الرواية الواقعة في 476 صفحة، حول طفل يدعى “عزيز” يجد جدته التي يحبها كثيرًا، ميته عندما كان يحاول إيقاظها صباحًا، ويدخل في حالة اكتئاب تعزله عن المجتمع، وثم يتعرض خلال مسار حياته إلى مجموعة من المواقف والأحداث التي تزيد حالته النفسية سوءاً، مثل تعرضه للاستغلال الجنسي من قبل عاملة منزلية كانت تعمل لدى أسرته، ووقوعه في الحب وتنافسه على محبوبته مع ابن عمه.

ومن هنا تتسلسل الأحداث شيئًا فشيئًا، حتى تتسرب معلومة إلى عزيز بأن حبيبته ستتزوج عدوه اللدود (ابن عمه)، فتغشى الغيرة بصره وبصيرته، ويذهب إلى غرفة حبيبته وهو في أشد حالات الغضب، محاولًا اغتصابها بطريقة همجية بدائية تراكمت في داخله من أوجاع سابقة، وخبرات سرية موجعة، حادة، شاذة.

“موت طارئ” هي مراوغة حسية بين: المعنى واللامعنى، الوجود والعدم، العاشق والحبيبة، الأسئلة والإجابات، الممكنات والمستحيلات، الحقيقة والوهم، الإقدام والإحجام.

فهي محاولة لتفكيك كل شيء وإعادته لشكله البدائي وأصله الخام، ومن هذه الأشياء الرغبة الإنسانية المحضة، التي يكتشف البطل أنها تشكل حدًا فاصلًا بين وجوده وانعدامه، يقينه وشكه.

وفي الليلة التي حاول فيها “عزيز” الإقدام بهمجية موجوع له تاريخ متراكم من التعاسة والسقوط في فخاخ العدم تأكد من عجزه الجنسي الذي كان يؤرقه، فتأججت في داخله نيران جديدة بالإضافة إلى نيران ندمه، إنها نيران شعوره بأن حبيبته ازدرته واحتقرته.

وتقول الرواية: “إذا كنت سأصدق بوجود الوقت، فإنه سيكون موجود بداخلي وداخلك وداخل كل كائن حي فقط، إن الإنسان آخذ في التحول إلى صيرورة جسدية، وما الإنسان إلا إرث متكرر لتاريخ قديم من المهازل القدرية، وهذا ما يُفسر أشكال الحدوث المختلفة في هيئة استعارات لما سبق.

وتضيف: “أنتقالنا الأصيل بين الخلود والفناء إنما هو مبني على وجودنا الكارثي، وأحب أذكرك بأنك على هذه الأرض بسبب الخطيئة، أعني خطيئة آدم، فكيف لا يكون لدينا تاريخ كوارثي يكرر نفسه في حياتنا، أفعالنا، أخطائنا، ذاكرتنا المزعومة بانتظام مؤبد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى