الأخبار الثقافيةمقالات

هلع كورونا يكتسح بملامح النعم   

بقلم – هدى الفردان

الدوام من ليلة الاحد إلى ليلة القدر عبارة تناقلها الكثير منا مع بداية الفصل الدراسي الثاني والغيب لايعلمه إلا الله سبحانه ، فهل من متأمل لقدرته سبحانه وتعالى كيف تغيرت الأحوال ..الحمدلله على كل حال .

يسود العالم هلع كورونا يخيم الهدوء علي المنازل ،والطرقات تحجر التجمعات وتفرض اللوائح وتطبق الإرشادات بحذافيرها .

حجر منزلي وحجر عام .. انحسار لكل المنافذ، من القادمين من أرض الوباء  وماجاورها للحد من انتشاره، تدابير احترازيه على قدم وساق. فلاشيء يعيق ويقلق سير الحياة إلا الصحة، إن فقدت غالباً لا تسترد ولو بكنوز الإرض .

أغلقت المدارس وألغيت الأعمال و أوقِف الجميع بإستثناء الممارسين الصحيين والجنود  فهم عين الوطن وخط دفاعه الأول ، وقد ساد ذلك الحال ليس بالمملكة ولكن  عم سائر البلدان

ومن نعم الله  نجد أن مملكتنا الحبيبه تهتم بالمواطنين فقد أكد أحد المتاعفين  أنه كان بحجر صحي في أحد الفنادق وكان لايفضل الخروج قائلا:لقد تلقيت رعاية وترفيه لم أتلقاها طيلة  حياتي ولن أظن بوضعي المادي المتوسط أنني كنت سأقوم بذلك.

و وجه شكره لقادتنا والقائمين على تلك الجهود ،وبالمقابل لم تتوقف خطط المناهج الدارسيه أصبحت عن بعد بين الطالب والمعلم ولن نغفل أيضاً تلك اللفته الرائعه من شركة الإتصالات stc حين سهلت الشبكات والمواقع  بالمجان ليتسنى للجميع الدخول بلا عوائق و غير ذلك من إحسان وإحتواء  يقوم به هذا البلد العظيم فقد منحت إجازات لمدة ١٤يوم لاتحتسب من رصيد الإجازات سواء كانت بالحجر المنزلي أو غيره ولم تغفل عن الممارسين الصحيين الذي هم بالواجهه كما أصدرت قرار برعاية الفئات التالية :الحوامل ،الأمراض التنفسيه و المناعيه  بالإضافه إلى الأورام والأمراض المزمنه .

الحمد لله نحن  ننعم برعاية  بلاد الحرمين و وقفاتها الجادة والصارمه ضد أي ضرر يلحق بالبلاد والعباد فهي تحتوينا بالفرح دوما فما بالك بالشدائد.. هنا كل الوصاية والأمان والتدابير الإحترازيه وأيضاً العلاجيه والتأهيلية تتحدث عن نفسها

لابد أن نلتمس لطف الله الخفي بماحل بنا وماكان يدفع لأكبر منه كالحروب والإزمات وغيرها المرض ليس الإجند من جنود الله وحتى إن كان من تحايل البشر جراء مكاسب لبعض الأمصال والعقاقير إلا أنه مقدر بأمر الله ولحكمه لا يعلمها إلا هو سبحانه

يجب علينا أن نراجع ونقارن حياة الحجر بالحياة المفتوحه  المتاحه بكل زمان ومكان كيف تكون الحياة بلا استقرار وطمأنينة غارقون بالنعم والرفاهية والذنوب والملهيات وكأن الأرض تشكو لرب السماء ثقلنا عليها ومع إزدياد النعم التي لاتقابل بالشكر اصبحت عادة لا تصان و ربما تهان ،ونسي  أن دوام الحال من المحال ونسي الكثير

لايزال الله لطيفاً بنا بالرسائل الكونية يمهلنا لنتراجع لنكفر عن ذنوبنا لنعود إليه ولكنه لايهملنا دائماً يختار لنا ماكان خير بإصلاحنا وبأخطائنا يرفق بنا حتى النهاية ،ومن عطفه نري أبواب البلاء في باطنها من الخير الكثير الكثير ، النعم تدوم بالشكر لذا اكثروا منه.

(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)

ولعل رُبّ أمرٍ سَرّ آخِرهُ ، بعد ما ساءت أوائلهُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى