الأخبار الثقافيةمقالات

نبضات احد افراد الكادر صحي


بقلم – دكتور نجوى محمد الصاوي، استشاري حساسية ومناعة أطفال عام:

في هذه الفترة نستيقظ نحن أفراد الكادر الصحي من ممارسين وأطباء على حد سواء ودون استثناء يوميا، في حالة استنفار وكأننا في حرب شعواء للتصدي لجائحة كورونا.

نصحو و قلوبنا حامله دعوات بأن يحفظنا الله ويحفظ مملكتنا الحبيبة وأبناءها ومن يقطنها، من هذا الوباء المفاجئ الذي باغت العالم فجأة ونبذل جهود مضنيه في علاج المرضى لإيقاف انتشار الوباء ليس من أجلنا فقط، ولكن من أجل الجميع في هذا الوطن الغالي لأننا نحن الامل في تخليص هاذا الوطن من هذه الجائحة.

لذلك لابد من تقدم تضحيات من اجل صحة كل انسان من دون تفرقه، لابد من أن نقدم جميع الخدمات والجهود لإيقاف تمدد هاذا الوباء وعلاج المصابين وانقاذ أرواحهم والسهر على راحتهم ورعايتهم.

رغم ما نعانيه من شعور الخوف على أنفسنا و على اهالينا من خطر الإصابة بالمرض بشكل مستمر، وفعلا سقط بعض الأطباء والتمريض وبعض أهالي المعالجين لمرضى الفيروس فريسة له رحمهم الله جميعا.

نمر بلحظات أخرى عصيبة ومربكة، وذلك ضمن بيئة تتسم بالضغط النفسي الكبير أثناء العمل، تنعكس هذه العوامل بشكل سلبي علينا وعلى أبناءنا وحياتنا الأسرية، ومع استمرار الضغوط وعدم القدرة احيانا على التأقلم معها نصل إلى الشعور بالاكتئاب والحزن ونحاول ان نقاوم هاذا الشعور لكي نستمر في عملنا وعطاءنا لجميع المرضى دون استثناء رغم الصعوبات الأخرى أثناء العمل مثل ارتداء الكمامات والأقنعة والقفازات ووسائل الحماية لمدد طويلة جداً ما يتسبب احيانا بتشوهات وجروح وظهور كدمات وتقرحات احيانا على اجسامنا.

كل ذلك العذاب ممكن ان يتلاشى ويذوب ونحن نرى ثمرة تضحياتنا بحماية وانقاذ أرواح العديد من البشر وتجنيبهم الإصابة بهذا الفيروس، نشعر بخليط من السعادة والتعب لان العطاء من القلب يعطي الشعور بالثقة والرضى من الله تعالى، نشعر باننا نحمل أرواحنا على كفوفنا فداء لهم.

وفي النهاية، رغم صعوبة دورنا ومهمتنا الا ان الله رحيم بنا وقادر على ينهي هاذا الوباء مهما انتشر وسيجلي الظلام مهما استمر، وان شاء الله سنرى النور والضياء ونخرج إلى شوارع مدننا الجميلة، وسنعود لحياتنا الطبيعية التي لم نقدّر قيمتها إلا عندما ضاقت بنا الدنيا، سنجتمع مع أهالينا واحبائنا وأصدقائنا سنفرح ونضحك ونغني سويا ونتنفس من جديد ملئ صدورنا هواء نقي ونظيف بدون كمامه مزعجه، ودون أن نشعر برهبة الفيروس ورائحة الكحول، حتى ذلك الوقت، تبقى الأمنية الوحيدة أن نعود جميعاً دون أن نفقد أحد، يا رب الأمل بك كبير ارحمنا جميعا وانهي هذه المعاناة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى