إبداعات

بيروت .. يا جرحا تناسل في دمي

شعر  – د. جمال مرسي:
الخطبُ أكبرُ من حروفِ قصيدي
و أجلُّ من جُرحٍ سرى بوريدي
و أشدٌّ إيلامًا من الطفلِ الذي
أضحى يتيمًا في مساءِ العيدِ
ماذا أقولُ ؟! و كلُّ شيءٍ بعد ما
شاهدتُهُ ، قد فاقَ كلَّ حدودِ
ماذا ستكتبُ .. ويحَنا .. أقلامُنا
غيرَ الدموعِ و آهةِ التنهيدِ
هل تُطفئُ الأشعارُ بركانَ اللظى
في قلبِ ثكلى أو صُراخِ وليدِ
أَتُعيدُ فرحةَ مَن بليلةِ عُرسِهَا
وَقَفَتْ تُلَملِمُ شِلوَ كُلِّ شهيدِ
” بيروتُ ” طفلتُنا الجميلةُ سامَها ال
تفجيرُ مُرَّ القتلِ و التشريدِ
خَرَجَتْ لكيما تستحمُّ ببحرِها
مِن حَرِّها الغَجَرِيِّ و العِربيدِ
فإذا بنارٍ من جَهَنمَّ قَد عَلَتْ
آفاقَهَا ، لِتَدُكَّ كلَّ مَشِيدِ
و لتحصدَ الأرواحَ دونَ هَوَادةٍ
لا فَرقَ بينَ رِجالِها و الغِيدِ
و كأنَّها قَد زُلزِلَت زِلزَالَها
آياتُ رَبِّي لم تَكُنْ ببعيدِ
“بيروتُ ” أُمِّي لم تزلْ مفجوعَةً
بصراعِ أبناءٍ و نارِ يَهُودِ
لمَّا تُفِقْ مِن فتنةٍ أودَتْ بِها
في طارفٍ من عهدِها و تَلِيدِ
حتَّى أتَاهَا ما يُذَكِّرُنَا بِمَا
لم نَنْسَهُ ، فِي يَومِها المَوعُودِ
مَنْ ذا يُحَاسِبُ مَنْ ؟ و مَن ذا يَرعَوِي
عَن إِفكِهِ و ضَلَالهِ المَعهودِ
بَرَدى يئنُّ فمن يكفكف دمعَهُ
و الأَرزُ خاصمَهُ صدى التغريدِ
لكنَّهُ مَا زَالَ رغمَ جراحِهِ
يَعلُو بِغُصنٍ في السَّماءِ مديد
والمَرفَأُ المَكلُومُ أضحَى ثَورةً
فِي وجهِ كُلِّ مُنافِقٍ عِربيدِ
“بيروتُ” يا بنتَ الضُّحَى لا تَنحَنِي
للنائباتِ فأنتِ رمزُ صُمودِ
يومًا سيسطعُ نُورُ شَمسِكِ للدُّنى
و يُضيءُ بدرُكِ فِي الليالِي السُّودِ
و تعودُ يا ” لبنانُ ” أجملُ غُنوةٍ
صَدَحَتْ بِها ” فيروزُ “صبحَ العيدِ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى