أخبار المؤلفين والكتابتراجم

رحل “الصياغ” تاركاً تاريخ حافل بالثقافة والعطاء

رحل عن عالمنا أمس الشاعر والناقد فايز الصياغ ، عن عمر ناهز الـ 78 عامًا، أثرى فيها المكتبة العربية بالعديد من مؤلفاته سواء الدواوين الشعرية أو ترجماته المتنوعة وأبحاثه العلمية المختلفة، لكن على صعيد آخر أسهم الصياغ في الثقافة العربية بشكل بالغ ومؤثر بتأسسيسه العديد من المنابر التي تعد من أهم المنابر الثقافية الوطن العربي.

ولد الصياغ في محافظة الكرك بالأردن، وتابع تعليمه الجامعي في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث حصل فيها على شهادة بكالوريوس في علم الاجتماع، ودبلوم الأدبين العربي والإنجليزي، ثم نال الماجستير في علم الاجتماع الصناعي، والدكتوراه في علم الاجتماع الاقتصادي من جامعة تورنتو – كندا، التي قام بالتدريس فيها كذلك قبل عودته إلى الأردن.

تزوج من الروائية ليلى الأطرش ، وبدأ في نشر إنتاجه الشعري الأول في عدد من المجلات الأدبية العربية مثل “الآداب” و”شعر” في بيروت و”المعرفة” في دمشق، و”الأفق الجديد” في القدس و”أفكار” في عمان التي أسهم في تأسيسها والإشراف على تحريرها، كما عمل مديرًا للصحافة الأجنبية في وزارة الإعلام الأردنية، كما وأسس وترأس الإذاعة الإنجليزية في قطر.

أصدر الصايغ مجلة ” الدوحة ” الثقافية وتولى تحريرها، والتي استمرت حتى اليوم واحدة من أهم المطبوعات الثقافية في الوطن العربي، كذلك أسهم في إصدار وتحرير مجلة “السجل” وإطلاق مؤسسة “ترجمان” في الأردن.

 

انصرف بعدها إلى الشئون الأكاديمية والبحوث، قبل أن يتحول إلى مستشار وخبير في قضايا التنمية ومكافحة الفقر في البنك الدولي والأمم المتحدة، ثم في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية.

عمل مستشارا ومحررا ومترجما لتقارير “التنمية الإنسانية العربية” السنوية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتقارير “المعرفة العربية” السنوية الصادرة عن الأمم المتحدة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، وصدر له أكثر من خمسة وعشرين عملا بين موضوع ومترجم بالعربية والإنجليزية في المجالات الاجتماعية والثقافية، علاوة على الدراسات والبحوث في المجالات الأكاديمية والمحكمة.

وأحدث خبر وفاة الشاعر والمثقف الكبير صدى واسع في الأوساط الأدبية العربية حيث نعاه وزير الثقافة الأردني الدكتور باسم الطويسي، لافتًا إلى خسارة الوسط الثقافي لرحيل قامة كبيرة قدّم للمكتبة العربية والعالمية ترجمات مهمّة وحاز جوائز مشرّفة في هذا الحقل، وهو ما يذكر له في مسيرته الحافلة بالعطاء البحثي والإبداع في مجال النقد والإبداع والترجمة.

كما نعته رابطة الكتاب الأردنيين موجهة خالص تعازيها لزوجته الروائية ليلى الأطرش ، بينما أعرب اتحاد الكتاب الفلسطينيين عن بالغ أسفها لخسارة الصياغ معتبرة رحيله خسارة كبيرة للمشهد الثقافي العربي والإنساني، ومؤكدة على أن جهده في الترجمة والكتابة الإبداعية ودعمه للثقافة ومسيرة الأدب العربي، شكل علامة نهوض وتميز، والمحافظة على إرثه الإبداعي بات واجباً ثقافياً وأخلاقياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى