إبداعات

جحيم السؤال

شعر- نبيلة حماني، فاس، المغرب:
في غمرة التيه و سيل الوجع
تناهى عريضا جحيم السؤال
تهادى بين ليل وغربة
أضاع خيوط الهداية..
تماهى دخانا في سفر الزمان
تجاهلت حجمه و خطاه
امتداده في الآفاق..
وجهه الأصم كصخر
يجرفه عتو الطوفان ..
كان صاعقة خرافية
تغتال الدفق بأدغالي ..
تصم الحواس
وجدته يجتاح كياني..
يغرق في سراديب رؤاي
يندس سقما بشرياني..
يعزف لحنا
رج دهشة الوجود بأعماقي..
يردده بنهم
فهل كنت عن سفر الروح غابرة..؟
***
في هنيهة الحقيقة ..
وتبرعم وعي الألم ..
تسامى جحيم السؤال
هل أضعت الخشوع
حين وطأت طريقا وحلما من سراب..؟
كانت الرجفة تجتاح المدى..
واللغة ضيعها الوجل
فهل كنت ..؟
******
تمرد وجه السؤال
تلعثم في حروف مكررة
أغرق السبل في عاصفة ودوار
أثارتها أنثى تسكن أرضي..
تسكن وجه ليلي
وأساطير الأزمنة..
تسكن البحار وجذوع الشجر
يملأ عطرها الغابات..
تنساب عبيرا بالأفئدة
تنهمر رذاذا بالآفاق..
تسكن عوالم البدايات
فلا تدركها النهايات..
تلوح كما السحر في عيون حالمة
تتناثر بين التخوم سنديانا
يظل التائهين
تجتاح تلال النور..
تمطر شغفا من وحي الشهوة
على مدن ذاهلة..
تمنح الصبر ..
تكتبه ثوابا على الوجوه
فتشرق شمس الأزمنة..
***
تسوقني إلي كومة من جراح..
تسقيني غربة الأمكنة..
*****
تشظى السؤال هلعا في أعماقي
ولج قصور احتمائي
كسر بداخلي هياكل الأحلام
كنت أقمتها قبل الحضارة ..
بنيتها من هطل مقدس
من رحيق الأنات
حين نمت في الروح ظلال أمان..
ثم داهمها دخان تصاعد من ضعفي
من حروف شكلت لوحة احتراق
فصارت ندوبا تنخر الأعماق
تحرق غابات احتمائي
زرعتها قبل البدايات ..
جعلته فيها يوسف
تلوت أوراد ابتهال
عشق لحنها السكون وصلاتي
كان كعبة الطواف وفتنتي ..
***
و ينفلت من عليائه طيفي
يسقط في غياهب جب لا كاشف له
تضيع انتضاراتي
ويصير السؤال شبحا
يطاردني في عوالم غربة وقيد..
يرعب صمت الطبيعة
يقيم مناحات على أبوابي المقدسة
يرسم على الجدران بشاعة الآتي
يتقصد الليل الحزين
يرعب أطرافي الواجمة
ونظرة الأسى حين تنط
بين الطوفان من أحداقي ..
هل كنت دوحة بادت
في زمان لم ينتظرني..
وهل كنت رذاذا من وهم
استغربه الغرور المتهالك في ..؟
هل ضيعت اللهفة
فكسرت دنان الرجفة فيك ..؟
هل كنت على الضفاف جمارا حارقة..؟
***
وبين موجات الصقيع
والتعثر على أزمنة الاشتعال
أعود إلي
أشاهد فصول الحكاية
أسكب جرار حسرة
سكنت أوراقي
قدمتها فريسة للنار..
حبرها ملح وماء
أثار طوفان الوجع ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى