إبداعات

سامحيني

بقلم- رامي حسن:

أُقبلُ عليها فأرى في محياها الفرح، أُقبلُ رأسها وقد أصبح طولي يفوقها طولها بمرات. أجلسُ لأتأمل كيف كنتُ في يومٍ من الأيام طفلها الصغير؟!! أنظر إلى تجاعيد وجهها الذي كنتُ أرى فيه الجمال والكمال. كنتُ أراها سيدة فاتنه جميله، واليوم أرى عاتقها قد انحنى، قد أبيضَ شعرها وأصبحت تمشي الهوينه، تسبِقُها خطواتي دون شعور مني فأرجع لأمشي حسبما تستطيع.

أراقب كلامها، كيف كانت تشاركني أحلامها وكيف هي اليوم تشكو أوجاعها. يا حبيبتي، يا نور قلبي، كيف كنتِ؟ وكيف أنتِ اليوم؟ يا أجمل من كنتي وأجمل من هي اليوم. تمر اللحظات ولا يستطيع قلبي أن يكابر فتنزل دمعتي. أقوم فأودعها وتقول أجلس يا ولدي، وهي لا تعلم أن دمعتي قد غمرت عيناي. أتظاهر بالإنشغال وأخفض عيني للأرض، أواري دموعي حتى لا تحزن، أخرج وأنظر إليها ترقبني من بابها، تودعني في لهفه، تقول لي حفظك الله انتبه لنفسك.  سامحيني يا حبيبتي فلا أبكى الله لكِ عيناً، ولا أحزن الله لكِ قلبا..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى