إبداعات

نبي الهدى و النور

شعر-نبيلة حماني، فاس، المغرب:
إلى أرضِ يَعرُبَ عادَ الضياءْ
و عطَّرها خاتَمُ الأنبياءْ
سرى العطرُ نوراً بكل الجهاتِ
وفاحَ الأريجُ بكلٍّ فضاءْ
هو الحقُّ يهمي كغيثٍ خصيبٍ
سَقَى زرعَ رُوحي فكانَ النَّماءْ
رسولُ الهُدَى جاءَ خيراً وفضلاً
مِن اللهِ بُشرَى تُريقُ السَّناءْ
أتى بعدَ أنْ سادَ شِركٌ و كٌفرٌ
ووأدُ الصبايا ، و سَبْيُ النساء
فأسَّسَ للعدلِ في كلِّ صَوبٍ
بِناءً ، فأنعِم بِهِ من بناءْ “
مُحمَّدُ ” يا خاتمَ المرسلينَ
عليكَ الصلاةُ و أزكى الثناءْ
ولدتَ فكنت البشيرَ النذيرَ
إلى الثَّقَلَيْنِ ، و كنتَ الرجاءْ
و يومَ وُلِدتَ تَصَدَّعَ إِيوانُ
.. كِسرى ، كذلك ربُّك شَاءْ
و أطفأَ نارَ المَجُوسِ فَصارَتْ
رَماداً ، و دِينُ المجوسِ هباءْ
وُلِدتَ يَتيماً و لكنَّ رَبِّي
رعاكَ و أضفى عليكَ البهاءْ
رعاكَ لأمرٍ عظيمٍ حَمَلتَ
فكنتَ الصَّبُورَ على الاْبتِلاءْ
و شَقَّ الملائِكُ صَدرَكَ حتَّى
يَصُبُّوا بقلبِكَ كلَّ الضياءْ
فكنتَ الأمينَ و كنتَ الصدوقَ
و كنتَ الوفيَّ و كنتَ الإباءْ
تَعَبَّدْتَ سرا بغارِ حراء
و سبَّحتَ باسْمِ إلهِ السماءْ
فبُشِّرتَ بـ ” اقرأْ ” .. فيا للهناءِ
و كُلِّفتَ بـ “اقرأ ” .. فيا للعطاءْ
و ثبَّتَكَ اللهُ يوم اجتباكَ
لكي ما تكونُ من الأصفياءْ
و تحملُ أمرَ الرسالةِ فرداً
و باسْمِ القديرِ تُجيبُ النداءْ
فكنتَ الصبورَ على ما تُلاقِي
مِن القومِ مِن عَنَتٍ أو عَناءْ
دَعَوْتَ إلى اللهِ دُونَ تَوانٍ
و لم تخشَ من سطوةِ الجُهَلاءْ
و لم تَدْعُ أنْ يُطبَقَ الأخشبانِ
على أهلِ مكَّةَ ، أو بالفَنَاءْ
عسى يُخرجَ الله منهمْ أُناساً
ترطَّبُ ألسُنُهُم بالدعاءْ
) و لو كُنتَ فَظًّا ) لما آمنوا
و لكنَّ لِينَكَ كان الشفاءْ
أُمِرتَ بتركِ أَحَبِّ البلادِ
فكانَ امتِثَالُكَ ، كَانَ الوَلاءْ
و نحوَ ” المدينةِ ” كان المسيرُ
رفيقُكَ من خِيرةِ الأصدقاءْ
و في غارِ ثور بدت معجزاتُ
وما لعطايا الرحيم انتهاء
و خيطُ العناكِبِ يِعمِي العيونَ
فيرتَدُّ مَن ناصَبُوكَ العَدَاءْ
و تمضي لأرضِ ” المدينةٍ ” ، تسعى
و تبني بها دولةَ الأتقياءْ
و ينتشرُ الدِّينُ مِنها بسلمٍ
و ليسَ بسيفٍ يُريقُ الدِّماءْ
فيا سيدي يا رسولَ السَّلامِ
أَبُثُّكَ حُزنِي و دَمعَ الرَّجَاءْ
فأُمَّتُنا بَعدَ هدْيكَ أضحتْ
ــ فَدَيْتُكَ يا سَيِّدِي ــ كالغُثاءْ
فهل من مآبٍ لدربِكَ يُحيي
بأعماقنا النورَ بعد انطفاءْ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى