الأخبار الثقافيةمقالات

التسامح

بقلم- محمد بن أحمد الفيفي:

حث الإسلام على التسامح، وأنه أحد الأخلاق الإسلامية والإنسانية الرفيعة، وفيه معنى العفو والصفح والحلم، إلى جانب السهولة ولين الجانب، ونبذ الحقد والكراهية، فهو يتعلق بأحد أسس العلاقات الإيجابية بين الناس، وأحد مقومات السلم المجتمعي، وهو لا يتعلق بجانب دون جانب، ولا بالفرد وحده، بل يتعدى ذلك ليشمل الكثير من جوانب الحياة، ويشمل الفرد والجماعة على حدٍّ سواء فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله:  وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ وفي ذلك دعوة صريحة لأن يلتزم المسلمون بالتسامح مع من أخطأ في حقهم، واحتساب ذلك عند الله تعالى طمعاً في رضاه، فللتسامح أثر جميل في نفس الشخص المخطئ يدفعه لمراجعة نفسه واحترام غيره وتجنّب الخطأ في حقوقهم مرة أخرى، مما ينجم عنه صلاح في المجتمع، وتآلف ومحبة في القلوب، وانحسار للمشكلات، وخير قدوة لنا في تطبيق التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس رسولنا الكريم سيدنا محمد ﷺ ، والصحابة رضوان الله عليهم الذين اقتدوا بسيد البشرية، ونحن نكمل المسيرة ونقتدي بهم ونسير على خطاهم مع مراعاة التطور والتغير والفرق الزمني بين الشعوب والحضارات.يعد التسامح من أفضل الصفات التي يُمكن أن يتحلى بها المسلم، ويعد من المهام الصعبة لأن التسامح فيه تنازل عن الحقوق، والإحسان إلى الأشخاص الذين صدرت منهم الإساءة، ومقابلتهم بالعمل الحسن، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ” كأني أنظر إلى رسول الله ﷺ يحكي نبيًا من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”، فالتسامح من صفات الصالحين ومن الخصال الكريمة التي ترفع من شأن المسلم سواء في الدنيا أو في الآخرة، ففي الدنيا ترتفع مكانته عند الناس، كما يكبر حبهم واحترامهم له، وفي الآخرة ينال منزلة الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وهي منزلة عظيمة عند الله عز وجل، فعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال: “من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يُخيِّره من أي الحور العين شاء”.في وقتنا الحالي أشد ما تحتاجه مجتمعاتنا وشعوبنا التعايش الإيجابي والتسامح بين جميع الأديان والثقافات والأعراق، ليسود التعاون والمحبة.
الإسلام يعتبر التسامح شرطاً أساسيّاً لتحقيق السلام في المجتمعات الإنسانية، لذا نجد أن الله سبحانه وتعالى يوجه خطابه في القرآن الكريم للعقل الإنساني لتربية النفس الإنسانية وتحقيق الذات، كما يأمر باستخدام أسلوب التنبيه والتوجيه بالتسامح والاحترام والحياديّة، لقوله تعالى: لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
الطرق الإيجابية للتسامح
توجد العديد من الطرق الإيجابية التي تجعل من الفرد إنسانًا متسامحًا، وهي كالآتي:
 الثقة بالله.
 الإيمان القوي.
 التنشئة الدينية الصحيحة المبنية على التسامح.
 استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية.
 عدم تضخيم المشاكل الصغيرة مع الآخرين.
 وضع الفرد نفسه مكان الشخص المُساء إليه والتفكير في كيفية رفع الإساءة عنه.
 عدم التردد والحيرة في اتخاذ قرار التسامح.
 يعد الاعتراف بالخطأ أحد أسرع الطرق للوصول للتسامح. المساعدة على إيجاد بدائل لحل المشاكل التي تواجه الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى