الأخبار الثقافيةمقالات

الحب هو الحاجة أم الغاية ؟

بقلم- مروج القرني:

إن الاحتياج لشخص ما قد ينتهي بانتهاء حاجته ، أو تجاوز مرحلته أو اكتسابه ما يعوضه عن تلك الحاجة ..
أو قد يمل احتياجه فيستغني عن الاحتياج له .
إنما الحب المطلق أن ترتبط بروح للأبد ..
أن تعني لك تلك الروح الاكتفاء و الاستغناء و الاكتمال و السند ، لا تربطكما حاجة بقدر ما يربطكما معنى الحياة .
إن الطفل في مراحله الأولى يحب أمه لأنه يحتاجها
فإذا كبر أحبها حب أعظم لأنه يقدرها ، و يرى حقيقتها و يسعد بوجودها ، أنها تعني له معنى أعظم من معنى الحاجة ، ادراكه لها أوسع لذا صار حبه لها أرقى و أعظم .
و الأم تحب طفلها فإذا كبرت و احتاجته لكبر سنها لن تحبه اكثر ، ستحبه ذات الحب الأول ، لأنها ترى حقيقته منذ يومه الأول وتحبه حباً صافياً و مجرداً ، لا تزيده حاجة و لا ينقصه استغناء .
الحب المرتبط بالحاجات حب و لكنه حب بدائي ، و حب فيه خوف و نحاول أن نجعل فيه منطق لنتطمئن ، حب قد يزيد و ينقص تبعا للحاجة : وجودها أو انعدامها .
لكن الحب الحقيقي المجرد يلبي كل شيء ، و يحوي كل شعور ، و يشبع كل حاجة ، و لا يرتبط بعامل ينقصه و يزيده .
و حبي لك لا يرتبط بحاجة ، و لا يرتبط بوقت و لا بقوانين
إنه يزيد مع عقارب الزمن ، إنه ينمو بحكم العادة ، حب أساسه الرضا الداخلي و السعادة و البهجة ، و العثور على روحك في جسد آخر .
إن ما يعنيه لك شخص تحبه ، هو كيف يفهمك و يتقبلك و يراك ، أنه الحب الذي يجعلك تحب نفسك ، و تحب الحياة .. إنه أكبر من حاجة …
أنه الغاية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى