مقالات

الشعراء..؟

د. احمد سماحه
أحيانا كثيرة الجأ إلى كتب التراث لأجد فيها راحتي وادخل عوالم أخرى من ثراء اللغة ودهاليز التاريخ، أحاور امرؤ القيس والتقى طرفة بن العبد واجلس في مجلس الجاحظ واردد مع المتنبي هجاء كافور وأقاسم محيي الدين بن عربي كسرة الخبز وأنصت مشدوها لسيبويه والفراهيدي.
وهاأنا الآن مع (المحاسن والمساوئ) لإبراهيم بن محمد البيهقي الذي القى في بداية مصنفه محاضرة طويلة في محاسن الكتب بدأها بقول مصعب بن الزبير : إن الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون ويحفظون أحسن ما يكتبون ويكتبون أحسن ما يسمعون فإذا أخذت الأدب فخذه من أفواه الرجال فانك لا تستمع منهم إلا مختارا، ثم قول لقمان لابنه : يا بني تنافس في طلب الأدب فانه ميراث غير مسلوب وقرين غير مقلوب ونفيس حفظ في الناس مطلوب ثم قول احد الحكماء : يا ليت شعري أي شيء أدرك من فاته الأدب، أم أي شيء فات من أدرك الأدب ومادته في الكتب.
وأخذني البيهقي في ذكر محاسن الكتب حتى جعلني اسكن إلى كتابة المحاسن والمساوئ بما ضمه من محاسن الأخبار وطرائف الآثار.
لكن ضمن تصنيف كتابه فصل في مساوئ الشعراء اوقفني مشدوها بدأه قائلا : ليس احد من الناس آكل للسحت وانطق بالكذب ولا أوضع ولا اطمع ولا أقل نفسا ولا أدنى همة من شاعر ولذلك قال أبو سعد المخزومي :
الكلب والشاعر في حاله
يا ليت إني لم أكن شاعرا
هل هو الا باسط كفه
ليستطعم الوارد والصادرا
وعجبت مما كتبه شيخنا البيهقي الذي استشهد بالشعر في كل فصول كتابه ووددت لو عاش البيهقي عصرنا واستمع إلى شعرنا وعرف من هم شعراء هذا العصر لأعرف ما الذي كان يمكن أن يقوله!.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى