تقارير وتغطيات

أعمال فنّية جديدة في قاعات عرض اللوفر أبوظبي لفان غوخ ومونيه وديغا ورونوار وبونار

أخبار الأدب-أبوظبي، 

  وصلت إلى قاعات عرض اللوفر أبوظبي قطع فنّية استثنائية من متحف أورسيه والمكتبة الوطنية الفرنسية، وهما من المتاحف الفرنسية الشريكة ضمن متاحف فرنسا. إلى جانب هذه القطع المُعارة، يقدّم المتحف لزواره لوحة “جسر تشارينغ كروس” الشهيرة للفنان العالمي كلود مونيه والمُعارة من مجموعة خاصة في الإمارات العربية المتحدة. إنّ في الأعمال الفنّية والأثرية المُعارة وتلك التي تم الاستحواذ عليها دعوة لزيارة المتحف من جديد لاكتشاف هذه الأعمال التي تُعرض للمرة الأولى في المنطقة. يروي المتحف لقاء الثقافات في كل زاوية من زوايا مبناه المستوحى من المدينة العربية القديمة والذي صممه المهندس المعماري جان نوفيل، وذلك من خلال قطع فنّية من بلاد الرافدين من القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد وصولاً إلى لوحات من المدرسة الانطباعية وهي في أوجّها.

في هذا السياق، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي: “أبوظبي هي ملتقى طرق ومساحة لقاء لفنون العالم أجمع. فالأعمال الفنّية، وقصص الفنانين ورحلة كل قطعة مُعارة أو مُقتناة تجسد التنوّع الجغرافي وغنى الثقافات التي تجتمع تحت قبّة اللوفر أبوظبي. في يومنا هذا، نحن بأمس الحاجة إلى حوار الثقافات وما يُمثله من أهمية. فنحن فخورون جداً بعرض هذه اللوحة المُعارة من مجموعة خاصة في الدولة إلى جانب أعمال من مجموعات المتاحف الفرنسية الشهيرة، ونتطلع إلى استقبال الزوار المحليين والعالميين لنرحّب بهم في جو آمن ليكتشفوا مواقعنا الثقافية والتراثية، ويتأملوا هذه الأعمال الفنّية الجديدة التي يقدمها لهم متحف اللوفر أبوظبي.”

من جهته، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: “إن سخاء المتاحف التي نتعاون معها في الإمارات العربية المتحدة والمتاحف الفرنسية الشريكة التي تندرج ضمن شبكة متاحف فرنسا، سيسمح لزوار اللوفر أبوظبي تأمّل أعمال فنّية بارزة نادراً ما تُعرض إلى جانب بعضها البعض في المنطقة. والأمر مماثل بالنسبة إلى الأعمال الفنّية الجديدة التي استحوذ عليها المتحف، والتي تسلط الضوء على قصص لقاء الثقافات التي يرويها من خلال مجموعته الفنّية، حيث نقدم للزوار أربعة أعمال فنّية تسلّط الضوء على الطقوس والرموز في حضارات مختلفة، من آسيا الوسطى والهند وصولاً إلى العالم العربي.”

أما الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، فاعتبرت أنه “على المتحف في المقام الأول أن يكون مساحة لقاء وإلهام للمجتمع الذي يحتضنه”. وأضافت: “من خلال القطع الفنّية والأثرية المعروضة، نقدّم للزوار الذين يزورون المتحف بشكل متكرر تجربة متجددة تتيح لهم التفاعل مع مجموعته الفنّية. يسعدنا الإعلان عن القطع الفنّية الجديدة التي نقدّمها لزوارنا في قاعات العرض لهذا الموسم، حيث نتيح لهم فرصة تأمّل أعمال تُعتبر ثروة وطنية في المتاحف الفرنسية الشريكة، تُعرض للمرة الأولى في المنطقة. ولا بد لي من الإشارة إلى إن نجاح عملية استعارة هذه الأعمال يدل على قوة المتاحف الشريكة وتعاونها المتين معنا، ولا يسعنا هنا سوى توجيه جزيل الشكر إليها.”

المقتنيات الجديدة

تشمل الأعمال الفنّية والأثرية الجديدة التي استحوذ عليها اللوفر أبوظبي:

  • تمثال لامرأة تصلي (العراق، 2800- 2550 قبل الميلاد)
  • تمثال لشخص جاثٍ على ركبتيه (مصر القديمة، 400 – 300 قبل الميلاد)
  • تمثال جينا واقفاً، (تاميل نادو في الهند، 1000- 1100)
  • مبخرة على شكل قط (شرق إيران أو آسيا الوسطى، 1000- 1100)

يسلّط كل عمل من هذه الأعمال الفنّية الضوء على المعتقدات والطقوس الدينية من مختلف العصور والمناطق، إضافة إلى أوجه التشابه والاختلاف بينها. فتمثال امرأة تصلي هو تمثال نادر جداً، نظراً إلى أن التماثيل التي تم ابتكارها في تلك الحقبة كانت تقتصر على الرجال وهم يصلون ولم تشمل النساء. أما المبخرة على شكل قط، فهي تبيّن أن شكل القط لطالما حمل العديد من المعاني في مختلف الثقافات، وهي معانٍ بدأنا مؤخراً في تحليلها. وقد تم عرض هذا العمل الفني في قاعات العرض إلى جانب إبريق لغسل اليدين على شكل أسد من بدايات القرن الثالث عشر في ألمانيا. فقد كانت رموز الحيوانات أشبه بلغة مشتركة بين مختلف الشعوب، وغالباً ما كان القط رمزاً للقوة.

الأعمال الجديدة المُعارة

تشمل الأعمال الجديدة المُعارة من متحف أورسيه مجموعة من أبرز اللوحات من الحقبة الانطباعية الجديدة، إلى جانب صور من القرن التاسع عشر.

  • “عائلة بيليلي – إدغار ديغا، فرنسا، 1858- 1869
  • “جسر السكة الحديدية في شاتو” – بيير أوغست رينوار، فرنسا، 1881
  • “القارب في جيفرني” – كلود مونيه، فرنسا، نحو 1887
  • مقطورات، مخيم بوهيميين على مشارف آرل” – فينسنت فان غوخ، فرنسا، 1888
  • “أكوام قش، نهاية الصيف” – كلود مونيه، فرنسا، 1891
  • “كهل أمام قبور أطفال” – عثمان حمدي بيك، تركيا، 1903
  • “وصول السفينة لافاييت إلى نيويورك” – أوجين لويس جيو، فرنسا، 1921
  • “منظر في الجنوب” – بيير بونار، فرنسا، 1928
  •  ألكسندر دوما الأب، كاتب” – فيليكس نادار، فرنسا، 1854- 1860
  • “ظباء تعدو وتقفز” – إيدوارد مويبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية، 1887
  • “أعمال المتمردين الكونفدراليين أمام أتلانتا، رقم 1” – ج. ن. برنارد، الولايات المتحدة الأمريكية، 1864

في نهاية القرن التاسع عشر، شهد العالم تغيّراً بوتيرة سريعة، فمن خلال لوحتيّ “القارب في جيفرني” و“أكوام قش، نهاية الصيف” لكلود مونيه، المُعارتين من متحف أورسيه، يمكن للمشاهد أن يرى كيف أدت الثورة الصناعية إلى تحوّل العالم. ففي هاتين اللوحتين لا تبرز فقط قدرة مونيه على تجسيد أجواء اللحظة وضوئها، بما يشبه عاداتنا الحالية على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تظهر تغييرات طفيفة في ضربات فرشاة الرسّام. فما بين عامي 1890 و1891، ابتكر مونيه سلسلة من اللوحات ضمت حوالي 25 لوحة تمحورت جميعها حول أكوام القش.

بعرض لوحة “جسر تشارينغ كروس” المُعارة من مجموعة خاصة في الدولة، يكون اللوفر أبوظبي قد قدّم لزواره ثلاث لوحات لكلود مونيه، تسلط كلها الضوء على دقته العلمية في تجسيد أثر الضوء على الألوان. ففي هذه اللوحة، يبيّن مونيه الأجواء الناتجة عن حركة الضوء على الرغم من كثافة الضباب.

إضافة إلى ذلك، تُعرض لوحة “كهل أمام قبور أطفال” لعثمان حمدي بيك إلى جانب لوحة “أمير شاب أثناء الدراسة” الشهيرة من مجموعة اللوفر أبوظبي للفنان عينه. وعلى الرغم من أن الشخصيتين المصورتين في اللوحتين مختلفتان جداً، فالأولى تفيض بالمشاعر السلبية، فيما الثانية مفعمة بالأحاسيس، إلا أنهما تتشاركان نقطة شبه واحدة، فهما من ابتكار فنان تركي تدرّب في فرنسا وسعى إلى تصوير الحقيقة عبر تجسيد أدق التفاصيل.

كما تُعرض حالياً لوحة “مقطورات، مخيم بوهيميين على مشارف آرل” للفنان فينسنت فان غوخ إلى جانب لوحة “البوهيمي” لإدوار مانيه. فقد صوّر فان غوخ الضوء والمناظر الطبيعية القاسية في رحلاته عبر كامارغ، في جنوب فرنسا، حيث صادف العديد من الحجاج الرومانيين في ذلك الوقت. ويمكن لمن يتأمّل لوحاته أن يلتمس المغامرة والإثارة اللتين شعر بهما لمغادرة الاستوديو والرسم في الطبيعة ولقاء الآخرين.

الجدير بالذكر أن الأعمال المُعارة لهذا العام تشمل عدداً من الخرائط والنصوص المقدّسة والعلمية من المكتبة الوطنية الفرنسية. إذ إن النصوص المقدّسة التي تُعرض في قاعة الأديان العالمية في اللوفر أبوظبي تعود إلى الديانات الإبراهيمية، أي الإسلام والمسيحية واليهودية. وفي إطار عملية تغيير المعروضات، سيجد الزائر إلى جانب نص خاص بالأبراج الهندوسية القطع التالية:

  • قرآن من مصر (800- 1400)
  • أسفار موسى الخمسة بالعبرية نسخها إبراهيم بن يعقوب في فرنسا (1303)
  • مجموعة نصوص سريانية: سفر أعمال الرسل، الرسائل الجامعة، رسائل بولس، من سوريا (1398)
  • جانمباترا، خريطة أبراج تضم صوراً تشخيصية للكواكب، من كجرات شمال الهند (1700- 1800)

أما الأعمال المُعارة الأخرى والتي أُضيفت إلى قاعات عرض المتحف فتتضمن:

  • جيونغ ري أوي غوي، تشييد وافتتاح قلعة سوون، من كوريا (1796)
  • روضة الصفا، تيمور ورفاقه يقرّرون مصير الأمير حسين، لمير خوند، من إيران (1601- 1604)
  • خريطة الأراضي المختلفة والولايات الأمريكية، لدينيس غوبير شامبون، من فرنسا (1754)
  • خريطة ملاحة بحرية للمحيط الهندي، ليوهانس بلاو من هولندا (1665)

ويتزامن عرض القطع الفنّية الجديدة في اللوفر أبوظبي مع الذكرى السنوية الثالثة لافتتاحه، والتي أُطلِق في إطارها أول فيلم قصير من إنتاج المتحف بعنوان “نبض الزمان“، إلى جانب ندوة عالمية عقدها المتحف من 16 إلى 18 نوفمبر بعنوان “المتاحف بإطارٍ جديد” والتي جمعت رواداً من عالم الفن والثقافة لمناقشة مستقبل المتاحف في ظل الوضع الراهن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى