إبداعات

سرد الأتاى

بقلم- دكتور صالح الشحري:

“سرد الأتاى” يدور حول رحلة خليجي في المغرب، فهو كتاب شديد العذوبة، في أدب الرحلة، كتبه خليجي حصل على الدكتوراه في أدب الأطفال من جامعة محمد الخامس، و قرر و هو فخور بما حصل عليه من علم أن للمغرب عليه حق، أن يقول شهادة صدق في البلد الذي تعبق في كل ركن من أركانه رياحين التاريخ، و اسماء جامعاته لا تحمل فقط اسماء ملوكه بل ايضا اسماء إعلامٍ قصر المشارقة في حقهم.

يحدثك عن القاضي عياض، و الطبيب ابن زهر و شعيب الدكالي و ابن الطفيل، و قبل هذا جامعة القرويين أقدم جامعة في العالم التي أقيمت كجامعة تتبع جامع القيروان الذي أسسته امرأة هي السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني، و درس فيها سيلفستر الثاني الذي أصبح بابا الفاتيكان حوالي عام ١٠٠٠ للميلاد و نقل منها الإعداد العربية إلى أوروبا.

كما درس فيها ابن خلدون و الطبيب اليهودي موسي بن ميمون ….. الخ…..و للنساء في المغرب تاريخ لا يلخصه ان نساءه يجتذبن الخليجي للزوجة الثانية بسحر الجمال و فنون الحواة كما يراه سائحون أفسدوا السياحة ذوقا و اخلاقا، بل من نساءه من تلقي الدروس الحسنية علي الرجال في جامع محمد الخامس احد اكبر و اجمل جوامع العالم، و لكل مسجد في المغرب انى اتجهت قصة و الشغل الشاغل لنساء المغرب في شعبان هو تجهيز الملابس الفضفاضة و الجميلة لصلاة التراويح.

و يرى المؤلف أنه لم يجد أجمل بعد صلاة التراويح في الحرمين من صلاة التراويح في  مساجد المغرب حيث التلاوة بقراءة ورش ، القراءة التي تفتح العقل و القلب للتأمل في جميل معاني القرآن خاصة إذا كان المستمع متعودا علي قراءة حفص عن عاصم.

الانطباع الذي يبقى من هذا الكتاب الجميل ان السياحة هي إبحار في المعلومة ، إبحار يجعل قطعة من الرخام ذات معنى و مبنى في التاريخ دونا عن غيرها من الأحجار ، فكيف اذا عرفت ان كيلو الرخام الايطالي الذي بنيت به بعض آثار المغرب كان يقايض بكيل من السكر المغربي.

ينقلك الكاتب من مدينة إلى أخرى ومن زاوية إلى أخرى وحتى من الساحات التي يمارس فيها الحواة افانينهم فيشرح لك بأسلوب شائق ،كيف و لماذا ؟ و لا يتركك إلا و قد فتنتك فاس و مكناس و وجدة و طنجة و أكادير، يبكيك على المعتمد بن عُبَّاد ، ويرفع رأسك بيوسف بن تاشفين، ثم يذوب الأتاي ( الشاي المغربي) في فمك فكأنما تذوق من خمر الجنة خاصة إذا كنت قد استطبت الجلوس في مقاهي الرباط التي تكتظ بمرتاديها من قبل اذان الفجر و تودعهم مع أذان العشاء.

من الصعب جدا أن تكتب عن هذا الكتاب، لكنني أكتب عنه لنفسي، سعيدا بالوقت الذي أمضيته بين دفتيه، كتاب عذب لا يحزنك الا ان تعرف انه قد طبعت منه ألفان من النسخ فقط، فتحار أتدمع من لحظة فراق صعبة لسطور  لا تحب ان ينعكس على شاشة عينك غيرها، حتي تبقي عينك سعيدة سعادة روحك!!!! ام تدمع علي عدم وجود قراء بين العرب يزيد عددهم على نسخ الكتاب.

وفي النهاية، لو قدر لمثل هذا الكتاب أن يترجم إلى لغة أوروبية لفاق قراوءه المليون في أسوأ الأحوال

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى