إبداعات

مفهوم جديد عن الصدق

أحمد حنفي-الإسكندرية- مصر 

أحبُ الجميلاتِ
اللواتي ينكزنني على الفيس بوك..
ولا أحبُ نكزَ الرجالِ الذي يؤلمُ الكتفَ..
خَدَرٌ عجيبٌ يبدِّدُ الوحدةَ.،
حين تشعرُ أنَّ إحداهنَّ هتكَت حجابًا
– ولو على سبيلِ الخطإِ –
كأن تصطدمَ بصدرٍ متحفِّزٍ في زحامِ المترو
ثمَّ تمضي في طريقِكَ نحو زحامٍ جديدٍ.،
وانتظارٍ أبدي.
(٢)
مِن الجيِّدِ..
– لرجلٍ وحيدٍ –
أن يظنَّ بإحداهنَّ اهتمامًا مُتبادَلاً
كأن يتخيَّلَ..
أن صورتَها التي تبتسمُ فيها على الفيسبوك.،
كانت له وهو يُشاغلُها مِن خلفِ الكاميرا
أو أنَّ أغنيةً كَتَبَتْ مطلعَها على حائطِها.،
صاروخًا مُوَجَّهًا لقلبِهِ تمامًا
ثُمَّ مِن الجيدِ أيضًا..
أن يتذكَّرَ أنَّ ثمَّةَ واقعًا افتراضيًّا.،
يتدلَّى مِن أعلى شاشةِ الهاتِفِ
مُخرِجًا لسانَهُ الطويلَ
حينَ يراها (أوف لاين)..
بعدَ أن نشرَ قصيدَتَهُ بدقيقةٍ واحدةٍ.
(٣)
النساءُ اللواتي لا يتابعهن أحدٌ على الفيس بوك
فقيراتُ الشهوةِ
قالت إحداهن في منشورها:
“نكزٌ من فضلكم..
وتعليقاتٌ حتى أستعيدَ حلمي”
نكزَها ألفٌ من أصحابِ القلوبِ الرحيمةِ
وعلَّقَ بعضُهم قائلاً:
“مساءُ العُنَّاب يا جميلةُ”
والبعضُ تفنَّنَ في إلقاءِ التحيةِ
ثُمَّ من حُسنِ طالعِها.،
أنَّ منشورَها حازَ على ألفي قلبٍ
في المساء..
تحدَّرت من مقلتِها دمعةٌ باردةٌ
قامَت بتعديلِ منشورِها، وكتبَت:
“أنا أجملُ امرأةٍ افتراضيةٍ..
أنا جميلةٌ..”
وصعدَت دمعتُها حارةً إلى مقلتِها..
ونامَت.
(٤)
الحاناتُ أصدقُ من الفيس بوك
إنَّها مثلَ فتاةٍ تعرضُ بكارتَها للعابرينَ..،
لا تعترفُ بالفرحِ المؤجَّلِ
سأحكي لكم حكايةً.،
عن رجلٍ اعتادَ الصدقَ في الحاناتِ
كانَ مثلَ ياقوتةٍ سقطَت في كأسٍ..
هل الخمرُ تُفسدُ بهاءَها؟
يغترفُ ملءَ عينيهِ حُزنًا..
لا تعرفُهُ نواميسُ الكونِ
ولمَّا يزل يركضُ نحوَ البراحِ
لا يجدُ بُدًّا من لمسِ النساءِ بعينينِ مُترعتينِ باللهفةِ
يحتسي الوقتَ في كأسينِ.،
ثُمَّ يذوبُ في نهدينِ
ويقتاتُ في آخرِ الليلِ بزفرةٍ مُتعبَةٍ..
ولفافةِ تبغ رخيصٍ..
وفخذينِ يصطكَّان من أثرِ الرَّحيلِ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى