إبداعات

“ثرثرة خلف المحراب”.. الصوت الداخلي والكوميديا السوداء لحسين السنونة

عرض وتحليل- حمد جميد الرشيدي:

(ثرثرة خلف المحراب)  مجموعة قصصية  صدرت حديثا عن (مؤسسة الانتشار العربي) ببيروت للكاتب والقاص السعودي/ حسين السنونة.

ويتألف هذا الاصدار من مجموعة من القصص القصيرة التي تدور أحداثها في البيئة التي يعيشها فيها الكاتب , وتستمد أفكارها من محيطه الاجتماعي , بينما ترتكز لغتها وتعابيرها على ما يمتلكه من مخزون ثقافي ومعرفي واسع!

وعلى الرغم من أن الكاتب قد اختزل مسمى مجموعته كاملة في مسمى احدى قصص المجموعة ذاتها  الا أن الثرثرة – بمفهومها الواسع- قد دخلت في تكوين لغة الكاتب , وتشكيل رؤيته للعالم والحياة من حوله  ضمنيا , وان لم ترد لفظيا أو حرفيا في معظم النصوص التي ضمتها المجموعة .

وعلى العكس مما يتبادر للذهن مباشرة لدى توقفه عند كلمة (ثرثرة) التي غالبا ما تعني حوارا مشتركا بين اثنين أو أكثر, غير أن من يتصفح المجموعة سيجد أن الكاتب قد قام هنا بتوظيف كلمة (الثرثرة) توظيفا فنيا – غير التوظيف اللغوي-  لتساهم في رسم الشخصيات وصناعة الحدث القصصي وتطوره زمانا ومكانا  على لسان (الراوي/ الصوت الداخلي) الذي ينسلخ عن (الكاتب / الصوت الخارجي) أحيانا , بحيث تبدو الثرثرة هنا كحوار أحادي أو (مونولوج) بين الراوي ونفسه فحسب, وليس ثمة طرف ثالث يشاركهماالحوار.

ومن أبرز نماذج المجموعة التي مثلها (الصوت الداخلي) نذكر قصة (ثرثرة خلف المحراب) وقصة ( أنين الذكريات) وقصة ( ثرثرة سجين) وغيرها.

وهناك سمة عامة غلبت على الجو أو المناخ العام للمجموعة , ألا وهي ما يمكن أن نطلق عليه (الكوميديا السوداء) حيث يقوم الكاتب بخلق شخصيات ساخرة  على نحو ضاحك أو مرح , تحاول التغلب على ما يؤلمها من واقعها بالضحك والفكاهة , وذلك بغرض التنفيس عما تشعر به من متاعب الحياة , وما تعانيه من مشاقها ومشاكلها.

ومن أبرز نماذج المجموعة التي اتسمت بهذا المناخ نذكر قصة ( ترانيم مواطن متسكع) وقصة (شيخ قريتي) وقصة (فنجان أسود ورقصة عجوز)  وغيرها من تلك القصص التي لا تخلو في مجملها من كوميديا ذات طابع سوداوي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى