إبداعات

حي على الحياة

بقلم- منال امين:
عندما تُغمضُ الدنيا عينيها ويأتى ليل بارد جدًّا يتغلغل وسط الضلوع المفتقده للحب وتقف دقات الساعه المعتادة مع توقف نبضات الحياة ، هسيس من الهواء، لفحات تضرب فى وجه العمر كى يشعر أنه مازال يتنفس.
لوحات على جدار الذاكرة قد تكون ألوانُها باهتةً، وأحيانًا تكون كالمسخ ليس لها شكل ولاملامحُ ، إنما هى طلاسمُ من زمنٍ عتيقٍ، نسائمُ الصيفِ تأتى محملةً بثقل الهموم.
تداعبنى أحيانًا فى خصلات شعرى وتؤلمنى أحيانًا حين تجعلنى حُبلى بذكريات مرت فى زمن الحرمان، بركان روحى الثائر يريد أن يصلي صلاةَ الغفرانِ ، ويركض خلف نسماتِ الربيع على سجادة من الورد ، أضم فيها العالمَ وأُحلق كالفراشات فى حضن الزهور.
يُقرعُ جرسُ البابِ ، كم الساعةَ الآن ؟، قبيلَ الفجرِ من يكون يا ترى؟ ضحكت، إنه ليس جرسَ البابِ بل كان منبةَ الهاتف يوقظني لصلاة الفجر، وكيف أصحو وأنا مازلت مستيقظةً؟ جاء نداءُ الصلاةِ، وجاء معه نداءُ القلبِ، حيَّ على الحياة، حيَّ على الحب.
أفرغي ما بداخلك من هموم على سجادة الصلاة ، مازال نداءُ القلب يعلو ويتردد مع الأذان، اِبتسمت ودخلت للوضوء أغسل وأمسح كلَّ الآلامِ والأحزانِ، يتدفق الماءُ من بين يدي وكأن الأحزانَ تتساقط معها.
يا الله ما هذا الشعور !، وكأن الأمرَ كان سهلًا، هو فقط بعضُ اليقين بداخلنا بأن الغدَ أفضلُ، لأنه بأيدٍ أمينةٍ، بيد الخالق.
تنفست الصعداءَ وجلست على سجادة الصلاة ، فأنا على موعد لتفريغ ِكلِّ الشحناتِ السالبةِ من داخلي والاستعدادِ لبدايةٍ جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى