أخبار المؤلفين والكتابالأخبار الثقافية

عالم “الوردانى” بين الابداع والتنظير .. في حواره مع الأدب نيوز

قريباً سأصدر “نخلة الهيش” .. وهي رواية في حب قريتي

  • الديوان أعم وأشمل من المجموعة القصصية حيث يضم حباته خيط واحد كالمسبحة
  • أصدرت أولى دواوينى القصصية “الحبيبة مفروطة الخرزات” بعدما طواها النسيان على نفقتي
  • الأدب الجيد لا يحسب بالكم ولكن بالكيف .. فالأدب رسالة للذات وللجماعة التى أنتمى اليها
  • الأديب فى حاجة ماسة الى عقل ناقد .. فهو أول الناقدين لنفسه ولمخيلته ومنتجه.

حاورته:منار إبراهيم 

إذا نظرت إلي ملامحه الهادئه وسط مكتبه الذي يزخر بالكٌتاب من كافة المحافظات وكأنهم يجدون فيه السكينة لمنقاشتهم الجانبية، ومقراً لحل مشكلاتهم، ستجد شخصية منحها الله الحكمة والقدرة على استيعاب ما حوله، أنه الأديب القاص والناقد والشاعر إيهاب الورداني .. أبن القرية المٌتيم بعشقها وهي قرية “مجول” التي تتبع “مركز سمنود “محافظة الغربية،

تلقي تعليمه ككل تلاميذ عصره في كتاب القرية، ظهرت موهبته الأدبية منذ الصغر، عشق قريته وارتبط بها حتي أصبح يستحضرها دائما في أعماله ونفسه، للدرجة التي تؤكد لمجالسيه أنه مازال ابن قريته في ملامحه وتعامله.

تدرج عدة مناصب ثقافية منها: رئيس نادي أدب غزل المحلة، رئيس نوادي أدب محافظة الغربية، عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب فرع الغربية وأمين صندوقه، ثم رئيساً لاتحاد كتاب مصر فرع الغربية إلي أن أصبح أمين صندوق النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، والآن أمين صندوق الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، كما شغل رئيس تحرير مجلة الدلتا الأدبية، وأسس جماعة رؤى في منتصف الثمانينات، ورئيس تحرير مجلة أقلام الغربية التي أصدرتها ثقافة الغربية..

 

  • معك لا بد أن تكون البداية مغايرة في رحلتك الأدبية، ما الذي جمع بين الإدارة والموهبه وأظنهما لا يلتقيا ؟

صحيح الظاهر يقول ذلك لكن لو تمعنا قليلا لوجدنا التزاوج أمر حتمي فالموهبة لا تكتمل إلا بالعمل علي تنميتها، والتنمية في حدودها الدنيا إدارة، وغير صحيح أن الموهبة حوشية أو هكذا تحملها رياح عبقر، والإدارة في حاجة لرهافة وحساسية الموهبة فلا ابداع بدون عقل ولا عقل بدون وعي، وأظن أن الوعي درجة من درجات سلم الموهبة.

  • رأيت أنك تكتب على أغلفة اصداراتك الأدبية “ديوان قصص”، فماذا تقصد بديوان القصص وما الهدف وراء ذلك؟

كثيرا ما سؤلت هذا السؤال والاجابة ببساطة أن لدى قناعات تؤكد أن كلمة ديوان أعم وأشمل من كلمة مجموعة قصصية، والدليل على ذلك أن أدباء العرب القدامى كانوا يطلقون على الشعر ديوان العرب لأنه احتوى عالمهم، فى وحدة موضوعية وبناء شكلي متقارب، أى أن الديوان لابد وأن “يلضم “حباته خيط واحد كالمسبحة، ومن ناحية أخرى كلمة مجموعة تعنى أن ثمة نصوصا غير مترابطة متباينة شكلا وموضوعا ضمت بين ضفتين .

  • ما هو أول دواوينك القصصية؟

أصدرت أولى دواوينى القصصية عام 1989، بعنوان “الحبيبة مفروطة الخرزات” بعدما تقدمت بها الى سلسلة اشراقات الأدبية وطواها النسيان،  فى أعداد محدودة على نفقتي، عقب وفاة الأديب الكبير “عبد الحكيم قاسم” صاحب رواية “أيام الانسان السبعة”، كان له إصدار سابق بعنوان “ديوان الملحقات” وهو بمثابة نصوص قصصية تم تجميعها بعد وفاته، فشعرت بسعادة عارمة، لأن ظنى لم يخب فيما كتبت وفيما اعتقدت.

“الورداني” مع محررة الأدب نيوز
  • أنت مقل فى اصداراتك الأدبية نسبة الى مجايليك ؟

أظن أن الأدب الجيد لا يحسب بالكم ولكن بالكيف ومع ذلك اصداراتى ليست قليلة، حيث أصدرت عدة مؤلفات أشاد بها النقاد ومنها: “الحبيبة مفروطة الخرزات”  ديوان قصص 1989، “على باب ناعسة” ديوان قصص 1993، “الإرث” ديوان قصص 1999، “العجز والرؤية” كتاب نقدى 2000، “مفهوم القص وإشكاليات البناء” كتاب نقدى 2006، “الرجفة والجمر” نصوص  2017، “أحمل وطنا يشبهني”  نصوص   2018، “ثمة حارس يفزعه الوقت” ديوان قصص  2018، “تبدلات المعنى” كتاب نقدي 2019.

ثم أن ايمانى العميق بأن الأدب رسالة للذات أولاً، وللجماعة التى أنتمى اليها ثانياً يجعلنى أدقق في رسالتى لأنها لا تخصنى وحدي.

  • هذا يجعلنى أسألك إذأ ماهى الموضوعات التى دارت حولها نصوصك القصصية ؟

على الرغم من أننى لا أحب الخوض فى مثل هذه الأسئلة إلا أننى سأجيبك باختصار ،محور موضوعاتى ذاتي التى أعرف، وذوات الذين أعاينهم صباحا ومساءاً، و حول “مجول” قريتى التى سكنتنى وربتنى وترعرت بين دروبها وأذقتها وحواريها، لهذا ستجدين أن معظم نصوصى تدور فى “مجول” وتناقش ما يدور فيها وما يعتريها من تغيرات وتحولات طالتها هي وناسها الطيبين.

“الورداني” أثناء حواره مع اأدب نيوز
  • ماذا عن أحدث أعمالك الأدبية ؟

أكتب الآن رواية أسميتها “نخلة الهيش” ضمن مسابقة منح التفرغ للمجلس الأعلى للثقافة، والتى أكرمنى الله بها هذا العام وهذه المرة الأولى التى تقدمت بها لمنح التفرغ وهى متوالية قصصية رباعية.

تتطرق الرواية إلي رصد تحولات المجتمع المصرى فى فترة من أهم فترات التاريخ المصرى المعاصر، من خلال مجموعة من التمركزات الأساسية كالتالى:

أولا: تتناول الرواية استبطان المجتمع المصري، القرية المصرية أنموذجا، من خلال التحولات  التى طرأت على المجتمع ممثلة فى ذواته.

ثانيا: رصد واستبطان الأيديولوجيات المجتمعية التى سادت فى فترة ما بين الحربين ( 1967 ــ 1973 )، والفترة التى تليها، وأثر هذه الأيديولوجيات على مجموعة من الظواهر الاجتماعية منها: هجرة المصريين للخارج، الانفتاح الاقتصادى، تحول الايديولوجيات، التحولات المجتمعية.

ثالثا: رصد واستبطان الظواهر الاجتماعية الجوهرية والتى كانت سبباً فى الكثير من التحولات رصداً منفرداً، باعتبارها المسئولة عن كثير من التحولات التى سادت المجتمع المصرى، وهى ظاهرة هجرة المصريين الى الخارج وبالأخص الى المجتمعات العربية ذات الطبيعة البدوية، والتي بدت مؤثرة إلى درجة شملت التحولات فى مسار الحياة المصرية الفكرية من ناحية، والمادية من ناحية أخرى كل ذلك من خلال الذات “الأنا” الرئيسية وامتداداتها فى شكل من أسطرة الواقع والذوات.

“الورداني” مع محررة الأدب نيوز
  • أشعر أن الناقد لا يبرحك حتى فى حوارك معي، هل يمثل ذلك عبئا في عملية الابداع؟

من الأخطاء الشائعة أن النقد يؤثر على الابداع اذا ما تعاطاه الأديب وهذا ليس حقا، ولهذا ترين كل المبدعين الكبار كتبوا فى النقد سواء قبل أو بعد فى مسيرتهم الابداعية.

وأختتم حديثه قائلاً: الأديب فى حاجة ماسة الى عقل ناقد يفحص ويمحص ابداعه، فهو أول الناقدين لنفسه ولمخيلته ومنتجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى