أخبار المؤلفين والكتابالأخبار الثقافية

“أسامة المُسلم” في حوار ممتع مع “الأدب نيوز”:

أقدم نوع ينقص في المكتبة العربية .. وأحد أعمالي سيتحول لمسلسل تليفزيوني قريباً

  • أمارس الكتابة كشغف وليس بهدف الربح
  • رواياتي تناسب جميع الفئات العمرية
  • استطعت أن أكون التصور الذي يجذب الشباب للقراءة >> فاتجهت لكتابة هذا النوع الأدبي الذي ينقص المكتبة العربية
  • استلهمت فكرة رواية “الدوائر الخمس” ومن خلال جولتي ببعض الأماكن المصرية
  • “خوف” هي جزء كبير من حياتي الخاصة بنيتها على تجاربي الشخصية
  • أفرح بمقابلة القراء في المعارض فالعبارات التي أسمعها منهم حافزا لاستمراري
  • أحرص على التواجد في معرض القاهرة للكتاب بصفة خاصة .. لأن مصر هي مهد الثقافة العربية ومنبرها

حوار – منار إبراهيم:

هو كاتب روائي سعودي، مختص بكتابة روايات “الفانتازيا” وقصص الرعب، بدأ في إصدار أول رواياته عام 2015، ورغم حداثة رحلته الأدبية وصغر سنه إلا أنه استطاع أن يحقق نجاحاً وشهرة عالمية من خلال تأليفه 15 رواية، نالت جميعها إقبال جماهيري من قبل الصغير والكبير، حيث قدم نوعاً أدبياً يندر في المكتبة العربية وهي روايات “الفانتازيا” الهادفة والمشوقة، أنه الكاتب “أسامة المُسلم”، الذي كان لنا هذا الحوار الثري معه..

الكاتب أسامة المسلم مع محررة “الأدب نيوز”
  • معك نرى البداية مختلفة، رغم صغر سنك إلا أنك أصدرت عدد غزير من الروايات جميعها لاقت إقبال جماهيري ونجاح كبير، فما السر وراء ذلك؟

السر وراء ذلك هو أنني أمارس الكتابة كشغف وليس بهدف الربح أو النشر، فأنا أحب القراءة أولاً والكتابة ثانياً، أحاول أنا أكون مخلص في وضع قصة تستحق القراءة.

  • هذا سيجعلني أسألك إذا ما هو الهدف الذي تسعى إلي تحقيقه في معظم إصداراتك؟

الجيل الجديد أصبح يواجه تحدي كبير مع القراءة بسبب “السوشيال ميديا” التي جعلت الشباب ينصرف عن القراءة، حاولت أن أعيد القراءة لهذه الفئة العمرية، فجعل الشباب يمسكون كتاب ورقي يمثل تحدي كبير، لذلك حين يقول لي أطفال تبلغ أعمارهم 10 سنوات كنا لا نقرأ وأصبحنا الأن نحب القراءة أفرح كثيراً، لذلك أحاول أن أنتج روايات تسمى القراءة الأمنة لا تتعرض للسياسة والجنس والدين، فكتبي يقرأها الكبير والصغير ويستمتع بها، وخالية من العبارات التي تجعلها في تصنيف معين.

  • من وجهة نظرك ما سبب عزوف الجيل الجديد عن القراءة؟

الشباب الجديد فكره مختلف لذلك يجب أن يكون أسلوب الكتابة الموجهة إليه مختلف، فهناك تكبر من بعض الكُتاب الذين يتمسكون بالأسلوب القديم، فأساليب الكتابة اختلفت وتطورت ومازال هناك البعض يكتب بأسلوب السبعينات وهذا الأسلوب لا يجذب القارئ، لابد أن يكون هناك تطور في عرض الشخصيات، لا يوجد أحد لا يحب أن يقرأ ولكنه لا يجد الأسلوب المناسب لعقله الأن، من هنا استطعت أن أكون التصور الذي يجذب الشباب للقراءة، وبناء عليه أسمع كثيراً من الشباب: “كنت لا أحب القراءة و أصبحت الأن قارئ جيد”، مما يدخل الفرحة على قلبي لأنني استطعت أن ألمس بيدي سبب عزوف الشباب عن القراءة، الذي كان يتهم بأنه غير قارئ.

ويضيف من هنا أشعر أنني حققت جزء من طموحي، وهو أن أكون مدخل للقراءة، لأنه حين ينتهي من قراءة رواياتي سيقرأ لغيري، ولكن بعض القراء يقولون لن نقرأ إلا لك لأنك تقدم نوع الأدب المفضل لدينا، مما يحمل على عاتقي مسئولية كبيرة لتقديم عمل أدبي جيد.

  • جميع رواياتك “فانتازيا” لماذا اتجهت لهذا النوع من الأدب؟

أحب “الفانتازيا” وكانت بدايتي مع القراءة من خلال سلسلة “ألف ليلة وليلة”، ومن هنا عشقت “الفانتازيا” من خلال “الفانتازيا” العربية، وحين بحثت عن رواية تشبه “ألف ليلة وليلة” لم أعثر على شيء، ومن هنا اتجهت لكتابة هذا النوع الأدب لإشباع حاجة أو رغبة لدي.

وتابع مع ندرة هذا النوع من الأدب في مكتبتنا العربية وخاصة “الفانتازيا” في بيئتنا العربية، شعرت برغبي في إضافة هذا النوع من الأدب إلي المكتبة العربية تدور أحداثه حول بيئتنا العربية، من هنا أصدرت رواية “بساتين عربستان” وتدور أحداثها في الجزيرة العربية، مصر القديمة، بلاد فارس، بلاد الرافدين “العراق”، وكذلك أحدث إصداراتي رواية “الدوائر الخمس” تدور معظم أحداثها في مصر، فالوطن العربي يضم حضارة كافية لتقديم “فانتازيا” عربية رائعة، وكذلك أحاول التصدي من خلال تقديم هذا النوع من الأدب إلى الغزو الثقافي الغربي الذي يقدم العديد من الثقافة المضادة، خاصة لأن “الفانتازيا” هي النوع الأدبي الذي يستقطب عدد كبير من الشباب.

  • لماذا ترجمت “بساتين عربستان” إلى الإنجليزية؟

الغرب لديهم شغف بالحضارة العربية، العام الماضي كنت مدعو من جامعة المعلمين بباريس، وكان الطلاب لديهم شغف عالي برواية “بساتين عربستان” وقام بعض الطلاب بترجمة أجزاء منها وبناء على ذلك أصدرتها باللغة الإنجليزية، وقريباً سيصدر بلغات أجنبية أخرى، والهدف من ذلك تصدير الثقافة العربية كما نستورد الثقافة الغربية.

  • نرى أن مصر مادة خصبة لرواياتك حيث تدور أحداث “بساتين عربستان والدوائر الخمس” حولها، كيف فكرت في ذلك؟

مصر هي جزء هام من الوطن العربي، ولأني أكتب في الحضارات مستحيل أي كاتب يكتب عن الحضارات ويغفل عن مصر، فهي بلد عزيز عليّ ففي كل مرة أزور بها معرض القاهرة الدولي للكتاب أستلهم أفكار جديدة، وأثناء زياراتي لمعرض الكتاب العام الماضي استلهمت فكرة رواية “الدوائر الخمس” ومن خلال جولتي ببعض الأماكن استطعت تكملة الرواية التي بدأتها من قبل.

  • ماذا تمثل رواية “خوف” في حياة أسامة “المسلم”؟

خوف هي باكورة الإنتاج وحين أصدرتها لم أكن أنوي على تقديم إصدارات أخرى، وهي كانت عبارة عن مجموعة من مذكراتي شاركتها على حسابتي الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي ثم جمعتها في كتاب للتوثيق، ولكنها لاقت إعجاب العديد من القراء وطالبوا المزيد فلبيت طلبهم بإصداري عدة روايات بعدها، كما تمثل “خوف” جزء كبير من حياتي الخاصة بنيتها على تجاربي الشخصية بصورة روائية.

  • ما هي الرسالة التي تحملها “خوف” للقراء؟

من يقرأ “خوف” يعلم أنه شعور إيجابي ومعناه الحذر، فالشخص الذي لا يخاف نصفه بالشجاع ولكنه في الواقع “متهور”، كذلك هناك قضايا اجتماعية حكمها الخوف وهو الذي يحدد ماذا نختار وماذا نقرر، أبرز ما نخرج به من الكتاب أن هناك “خوف إيجابي” يحميك مثل الخوف من الله.

  • ما السر الذي جعل “بساتين عربستان” الرواية الأكثر قراءة من قبل الصغار والكبار؟

التعطش إلي الحضارة العربية والإحساس بالفخر، فالشخصيات في “بساتين عربستان” هي شخصيات فخورة شجاعة تدافع عن أرضها، فحب القراء لهذه الشخصيات أعاد إحساسهم بالعروبة والفخر.

  • من هو الكاتب المفضل لديك؟

في مجال الفانتازيا والرعب الكاتب الامريكي “ستيفن كينج”، ومن الدول العربية الكاتب المصري “نجيب محفوظ” و الكاتب السعودي ” غازي القصيبي”.

  • من خلال حوارك معنا ما هي الرسالة التي تحب أن توجهها للشباب؟

لاحظت رغبة العديد من الشباب في الكتابة، لذلك أنصحهم بالقراءة قبل الكتابة، وأقول لهم لا تكتبوا إلا في المجال الذي تحبونه، وأنصحهم بأن يتمسكون بأحلامهم دون أخذ رأي أحد لأن بعض الآراء قد تحولك عن تحقيق حلمك، لذلك أقول لهم أؤمنوا بنفسكم وأحلامكم وأسعوا إليها.

  • هل تعد مفاجأة قادمة لقرائك؟

أحد أعمالي ستتحول إلي مسلسل تليفزيوني، ولكن لن أعلن عن اسمه الأن، حتى ننتهي من كافة الإجراءات.

  • نراك دائما حريص على التواصل مع قراءك، ليس فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ولكن بالتواجد في معرض الكتاب أيضاً، فما الثمار التي تجنينها من ذلك؟

كنت سابقاً لا أتواصل، ولكن من خلال حفلات التوقيع في المعرض شعرت بفرح القراء بحضوري وفرحي أكثر بتواجدي معهم، فبعض العبارات التي أسمعها منهم وجهاً لوجه تكون بمثابة حافز لاستمرار، أكثر من مرة كنت أشعر بالكسل عن الكتابة وبسماع هذه الكلمات الطيبة اتحفز كثيراً وتعطيني دافع أقوى ومسئولية أكبر بأن لا أقصر مع قرائي.

  • على ذكر المعارض، ماذا تمثل لك المعارض بصفة عامة ومعرض القاهرة بصفة خاصة؟

المعارض بصفة عامة هي فرصة للقاء القراء وسماع كلماتهم المحفزة، فهو عُرس لكل الكُتاب، أما معرض القاهرة للكتاب أحرص عليه بصفة خاصة لأن مصر هي مهد الثقافة العربية ومنبرها، قرأت للعديد من الكُتاب المصريين على رأسهم شاعري المفضل “أحمد شوقي” الذي أثر في حياتي منذ الصغر وحببني في الشعر.

وأختتم حديثه بابتسامة جميلة قائلاً: مصر أم الدنيا، وأحرص دائماً خلال معرض القاهرة أن أزور مصر قبلها بيومين لأتجول في أماكنها الجميلة مثل المتحف المصري ونهر النيل، وألتقي بالشعب المصري القريب من القلب والذي يدخله دون استئذان، على خلاف المعارض في الدول الأخرى أزور العرض وأذهب على الفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى