الأخبار الثقافيةمقالات

فيروس كورونا بين الشد والجذب

بقلم – نايف مهدي

مما لا ريب فيه أن حديث هذه الأيام تدور دفته حول فيروس كوفيد 19  “كورونا” والاجراءات الوقائية إزاء هذا المرض الغامض. حتى أضحى حديث المجالس ومحراب برامج التواصل الاجتماعي!؛ فانقسم لمداولة مستجداته قادة الحوار ومستمعيه إلى فئتين كل منهما على طرفي نقيض.

“الفئة الأولى” أسلمت أنفسها لأنياب اليأس وتدثرت بالقنوط وأُنشبت أظفارها بأفواهها من القلق المتخم، وعضت عليها بنواجذ الفزع فترى الشك يجيش في أعينهم وتشعر بالريبة تذرع صدورهم بكرةً وأصيلًا وقد أيقنت نفوسهم بالهلاك العظيم الذي لن يبقي على البسيطة نأمةً واحدة إلّا وقد امتدت يداه إليها.

أما “الأخرى” أسهبت في التهوين من الأمر ضاربةً بالحَجْر الصحي والتدبريات الاحترازية عرض الحائط!. فتراهم لا يتورعون عن ارتياد الأماكن العامة والمنتزهات ومخالطة الجميع وهم يرددون قول الله تعالى( قل لن يصيبنا إلّا ما كتب الله لنا) بيدَ أنهم أغضوا الطرف عن قول الخالق ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)!!.

فلنضرب بين الفئتين بجسرٍ يصل بين المنافع ويبتر  السبيل دون المساوئ، ولنتناول الموضوع بمنظورٍ أكثر رحابة، وبمفهومٍ أوسع ميدانًا بغير  إسرافٍ أو تقتير.

بادئ ذي بدء إن الله هو أرحم الراحمين وهو الذي يكشف السوء وبيده كل شيء وهو على كل شيءٍ قدير لذلك فلتضرع ألسنتنا بالدعاء ولتخفق قلوبنا بالخشوع والتذلل له.

ثانيًا: الالتزام بالمكوث داخل المنازل وتعقيمها بالمواد المطهرة وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة القصوى، كما يجب -تجنب الأماكن المزدحمة- -وضع الكمامة- -عدم التلامس المباشر مع الأشخاص والأسطح- -الحرص على تواجد سائل تطهير الأيدي وتعقيمهما قبل وبعد دخول المنزل.

ثالثًا: فرض نظام غذائي متوازن يتخلله شُرب المياه بكميات وافرة. وتناول (فيتامين ج) المتواجد في الفواكه الحمضية (كالبرتقال والليمون والجريب فروت ) فقد أشارت العديد من الدراسات أنه يساهم في تعزيز مناعة الجسم ويقي من نزلات البرد وبعض أنواع السرطان أجارنا الله وإياكم من شره.

وأخيرا وليس آخراً، ألا إن العزيمة شعلة النفوس وسراج العقول التي تقودهما نحو شواطئ النجاة ومرافئ العيش.. والتاريخ حافل بسجل لا حصر له من النكبات والأسقام الفتاكة التي ألقت بظلالها على مناكب الغبراء وطافت دياجيرها بأديم السماء ولكن لا تعتم غيومها المتلبدة أن تنقشع لتشعّ أرواحنا، فنور الحياة من شأنه أن يبدد عُتمة اليأس، ولانطفاء الأمل أشد وطئًا من موت الأجساد. فالأمل ضحكة طاهرة عفيفة تصمُّ الآذان عن صرخات الهزيمة، ويدٌ بيضاء تسمو بالنفوس بعيدًا عن براثن الخيبة ولجُج القنوط.

فإن لم تخفق القلوب بالآمال لأصبحت كالهشيم الذي يتوسط ذوائب النار لا يلبث مليًا حتى يحترق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى