الأخبار الثقافيةتراجم

رغم فقدها للسمع والبصر .. “هيلين كيلر” الكاتبة الاستثنائية التي ترجمت مؤلفاتها لـ 50 لغة

“هيلين كيلر” هي أديبة أمريكية،  ولدت عام 1880 ورحلت عن عالمنا عام 1968، وما بين تلك السنوات الـ 88 خاضت “كيلر” رحلة طويلة من التعلم والعطاء، حيث استطاعت بالكثير من الجهد أن تتعلم نطق الكلمات وقراءة أكثر من لغة، وأصبح لها هدف رئيسي وهو مساعدة المكفوفين في التعلم واستكمال حياتهم.

كانت “هيلين كيلر” استثنائية بجميع المقاييس، ولدت طفلة طبيعية، ونتيجة لحمى شديدة فقدت حاستي البصر والسمع، وعاشت حياتها لا ترى ولا تسمع أو تتكلم، لكنها في الوقت ذاته استطاعت أن تنقل لنا خيالاً فريدًا رأت به العالم بمنظور خاص وفريد، وحولت معاناتها تلك إلى تفرد قلما يحدث لإنسان.

تشابهت حياة “كيلر” مع حياة عميد الأدب العربي “طه حسين”، فهو كذلك لم يولد كفيف، لكنه فقد بصره نتيجة لعلاج خاطئ، واستطاع هو الاخر أن يوظف خياله الواسع ليثرى العالم العربي بمؤلفات فريدة، ثم علم وفير لجميع الدارسين سواء مبصرين أو مكفوفين.

تلاقي المبدعان “طه حسين و هيلين كيلر”،  ذات مرة أثناء زيارتها لمصر، وكان باديًا على “كيلر” حماسها الشديد لمقابلة “عميد الأدب العربي” حتى أنها طلبت أن تتحسس وجهه لتتعرف على شكله.

ووصفت هذا اللقاء بأنه الأهم في حياتها وقالت في أحد خطاباتها الآتي: “كان من أهم الأيام في حياتي هو يوم زيارة الأديب المصري “طه حسين” لي عند تواجدي في القاهرة، فلسنوات عديدة قرأت عنه ولا يمكنني التعبير عن مدى سعادتي لمقابلته هو وزوجته وابنه، بقيت معه ساعة كاملة وكان لي الشرف أن ألمس وجهه، فكم كان وسيماً ومتحضراً ومليئاً بالنور الداخلي”.

وتابعت “كيلر”، ناقشنا العديد من الموضوعات وتحدثنا عن عمله وإنجازاته، وأخبرني أنه عندما كان وزيراً للتعليم، عمل بإصرار لتمكين المكفوفين من الذهاب إلى الجامعات والكليات، وقال إن أحد الاحتياجات الرئيسية للطلاب المكفوفين في مصر هي المدارس الثانوية التي يمكنهم الذهاب إليها لإنهاء تعليمهم في الكلية، كان فخراً لي أن أشعر بشخصية “طه حسين” تدعمني عندما دعوت وزراء حكومات مختلفة وتوسلت لهم أن يعملوا على تواجد تلك المدارس الثانوية في بلادهم”.

جدير بالذكر، أن “هيلين كيلر” هي كاتبة أمريكية، رحلت عن عالمنا تاركه 18 كتاباً، من أشهرها: العالم الذي أعيش فيه، أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، هيلن كيلر في إسكتلندا، أضواء في ظلامي، قصة حياتي، وقد ترجمت مؤلفاتها لخمسين لغة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى