إبداعاتالأخبار الثقافية

فقد

قصة- أحلام شحاته أبو يونس:

وقف ليس ببعيد من البيت المغلق النوافذ والشرفات تتراقص عينيه جيئة وذهابا يتصاعد من فمه دخان السجائر يغبر ما حوله وقد أسند رأسه على حائط متهالك يكاد لا يدفع عنه حر الشمس لكنه لم يتحرك خوفا من أن يغمض عينيه فتطل حبيبته ولا يراها طالت وقفته وبدأ الظلام يخيم على المكان، وهو أبدا لم يشعر بالجوع أو التعب فقط مرارة في حلقه وجفافا في ريقه..

يكاد يصرخ مناديا لكنه يخشى من أهلها الذين فرقوا بينهما منذ سنوات وأودعوه بالأمراض العقلية وبدأت دمعة تنحدر من على خده فجلس على الأرض القرفصاء، وكما لم يبك من قبل بكى إلتف حوله بعض المارة سأله أحدهم عن سر بكائه كل يوم في هذا المكان بالذات؟.

فنظر نظرة باهتة وبصوت متقطع قال: أين أهل هذا البيت؟ أجابه الناس من حوله : لقد رحلوا منذ سنوات و لا يعرف أحدا منا طريقهم ومنذ ذلك الحين والبيت مغلق تعلو شرفاته ذرات التراب وعششت عليه العناكب وصار مرتعا للغربان كما تري.

نصحه أحدهم، بأن يهون على نفسه ويذهب إلى حال سبيله لكنه أبدا لم يصدق أنها لن تطل عليه نظر لمن حوله بخوف وريبة وأشاح عنهم بوجهه وغاب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى