إبداعات

حالة

لم تقل سماح كلمة واحدة واكتفت بشهقة وضعت على أثرها يدها على فمها التي أغلقته بالكاد تاركة لعينيها الاتساع كيفما شاءت لتصوير المشهد التي لم تحلم في أشد كوابيسها ان تراه.

انتظرت ان يقوم سعيد من مكانه، يهتز لاكتشافها أمره ، يفزع، او يقوم من رقدته ويحاول ان يسترضيها أو حتى يقسم لها كذبا أن مارأته لم يكن حقيقة وأن مااستوعبته مجرد ظن لا أساس له ، لكنه لم يفعل شيئاً من هذا، تجمد الموقف عليها وهي تكتم صرخة مجنونة تصر على الانطلاق وفي ذات الوقت تحدق مصلوبة النظرات في ذات المكان التي كانت تعتبره قدسها وحدها بلاشريك في محراب الحب .

أخيرا تحركت الصورة ورأته يستدير لشريكته بملامح محايدة يحتضنها من جديد ، شريكته أيضا لم تبد أي شعور طاريء من خوف اوذعر أو حتى ملامح قلق وقبعت راضية بين يديه وهي تهمس له بأرق الكلمات .

انفلتت الصرخة من قلب سماح حاملة معها روحها ، صرخة عاتية فاضت من بين أصابعها التي حاولت كتم فمها فهزت الجدران والهواء ودكت الهدوء الذي كان يكسو المكان وانطلقت الدموع طاغية بسخونة ألمها وهي تشير بيديها الانتين إليهما ، إلا انهما لم يشعرا بها ، لم ينتبها لصراخها ولم يباليا بدموعها واندمجا فيما يصنعان ، اندفعت سماح وقد تفجر في صدرها الألم وصبغ نبضها وروحها بصبغته إلى سعيد تضربه في ظهره المكشوف لها ، تشده من شعره ، تحاول إزاحته عن الأخرى ، دون جدوى، لم ينتبه ولم يشعر ولم ير شيئا وظل فيما هو فيه.

انقبضت ملامحها أكثر بيمنا سخونة أعماقها تزداد ويداها تنقبض وصراخها لايهدأ ، ازدادت أعماقها سخونة ، تبخرت وصعدت إلى اعلى الجدار من جديد ، اعتلت الصورة ذات الشريط الأسود دون ان تفكر أو تنتبه لدموعها التي ماتزال تنهمر كالفيضان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى