الأخبار الثقافيةمقالات

خطيئة قابيل 

بقلم- مروج القرني:

كررت خطيئة قابيل، امتلئ صدرك بالسواد فحسدت وتكبرت و جحدت ثم قتلت، كان قرارك أن تنهي حياتك بهذا الشكل، كان قرارك أن تضيع كل هذا الضياع، كان قرارك أن تختار الجحيم، تعلمت كل فنون العدوان، و حين كان عليك فعل الأمر الوحيد الصحيح، جاءك غراب ليعلمك!.

اعترضت حتى الطيور على غباءك و جحودك !، البعض يرفضون النعم، او يسيئون لها أو يجحدون وجودها.

وهذا من طبع البشر كلما عَظم القدر زاد الجحود، نجدهم يجحدون نعم الله وهو خالقهم والمتفضل عليهم تعالى الله عن جحودهم ، وكذلك يحدث عندما تكون النعمة مجسدة في هيئة ( انسان محب مخلص) يقابلونها بالجحود، و النكران!.

فالبعض لا يدرك النعم الا بزوالها ، والبعض قدره الندم طول عمره جراء تفريطه بنعمته ، وآخرون .. لا يدركون المتعة ما لم تكن حراماً ، ولا يقدرون الإ من يتماشى مع مستواهم المنحط ، فهم يكرهون رؤية النقاء لأنه يذكرهم بتلوثهم ، ويكرهون الطيبة لأنها تذكرهم بمكرهم ، ويكرهون الذكاء لأنه يذكرهم بغباءهم ويكرهون التميز لأنه يذكرهم بانطفاءهم.

الجاحد لنعم الله المسخرة على هيئة بشر ، هو جاهل مغيب لعقله جاري خلف شهواته و عقوبته.

تعطيل اداركه ، وتعطيل قلبه ثم تسخيره لتدمير نفسه، فإذا به يخسر نعما قد سخرها الله له لكنه لم يجازها بالشكر ولم يغير مساره أو ينقي قلبه لذا سيتآكله الندم بدون جدوى.

الجاحد قد دخل قلبه غرور ابليس ، فظن أن تسخير النعم له هو تأكيدا لفضله متناسياً فضل الله و شكره و اكرام نعمه و الامتنان لتسخيرها له لذا يدعه الله لنفسه فهي كفيلة أن تهلكه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى