إبداعات
سـتـسـافـريـن غـدًا؟
قصيدة للشاعر العراقي الكبير- يحيى السماوي:
ستسافرينَ غداً ؟
إذنْ ما نفعُ حنجرتي ؟
سأدخلُ كهفَ صمتي ريثما تخضرُّ صحرائي
بوقع ِ خُطى إيابِكْ
*
لأعودَ ثانيةً سؤالاً حائراً :
كيفَ الوصولُ الى سحابِكْ
*
إنْ قد عجزتُ عن الوصولِ الى ترابِكْ؟
*
سأُنيمُ حنجرتي
فما معنى الغناءِ بلا رَبابِكْ ؟
*
لا بدَّ من حلمٍ
لأعرفَ أنني قد نمتُ ليلي في غيابكْ
*
الآن يكتملُ انتصاري باندحار غرورِ أشجاري
أمام ظِلالِ غابكْ
*
الآن أرفع رايةَ استسلامِ قلبي
جهّزي قيدي ..خذي بِغَدي
لأختتم التشرّدَ بالإقامةِ خلف بابكْ
*
جفناً تأبَّدَهُ الظلامُ فجاءَ ينهلُ من شهابكْ
*
وفماً توضأَ بالدُعاءِ
لعلَّ ثغرَكِ سوف يهتفُ ليْ ” هلا بكْ “
*
لا زالَ في البستانِ متّسَعٌ لناركِ
فاحطبي شَجَري
عسى جمري يُذيبُ جليدَ ظَنّكِ وارتيابِكْ
*
إني لَيُغنيني قليلُكِ عن كثيرِ الأُخرياتِ
فلا تلومي ظامئاً هَجَرَ النميرَ
وجاءَ يستجديكِ كأساً من سرابِكْ
*
فإذا سَقَطتُ مُضَرّجاً بلظى اشتياقي
كفّنيني حينَ تأتلِقُ النجومُ بثوبِ عرسٍ من ثيابِكْ
*
واسْتَمْطري ليْ في صلاتِكِ ماءَ مغفرةٍ
فَقَد كتم الفؤادُ السرَّ لولا أنَّ شِعري
قد وشى بِكْ !
***