إبداعات

استشهاد

شعر-نبيلة حماني، فاس، المغرب:
يتجه الفرح صوب مدينتي العليلة
يدب بطيئا
كما عجوز بخطاه الوئيدة
الثقيلة..
يقترب من زمني
يقف غريبا خلف أبواب المدينة
يشير بإصبعه المكسور
يومئ بعين ضريرة ..
بغوص في أكوام حزن
منعت تدفق الماء بالغدير ..
ترهبه سنابل الضيعات الهزيلة
تعاديه سبل الريح ..
يقاربه وجه قمر
ما كان ملهما
لم تعشقه القصيدة ..
هذا الفرح الكسيح
يصر على انتزاعي من شغف الذهول
يصر على الغرق بعيني ..
يحاصره دمع على الخد نصب أخاديده ..
و قدر عمق خطوطه
أوقدها نارا ودخانا على كفي..
على الجبين انجلى نديا ..
هذا الفرح المنهك
يتجه صوب غربة وذهول
يتوق لدخول المدينة ..
يحدق في حلم خفي
نشر ظله على الجدران
يقلب الآه المجرورة
المذعورة
المكسورة
في حنجرة صمت وليل ..
هذا الفرح الذابل بين الشجر و الريح
تلفه الجراح
تصيبه دهشة في معترك الأنين ..
يقوده القدر لمدينتي العليلة
يقرأ على النواصي كم التيه ..
يتوغل عميقا في تخوم الحنين ..
هذا الفرح تلظى بين نار ونار ..
سقم على مشارف المدينة ..
صادف غربة الوجوه ..
غضب الريح ..
احتراق شجرة مقدسة
تنامت فروعها بالوريد ..
صادف تصدع الصبر بين يدي ..
تسمر قربي
لم يدخل المدينة ..
بكى لجرح أخرس الهديل
لانكسار بلور يضخ الدماء للوريد
بكى الفرح غياب الماء
قسوة احرقت الظلال ..
بكى بسمة على الشفاه تضيع ..
سقم الطير بالجنان ..
تسمر بين السبل عليلا ..
تبعثر موجا من سراب
لم يخترق الأسوار ..
استشهد غريبا على أبواب المدينة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى