“تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الأخرين” ينسب هذا القول للفقيه الفرنسي “مونتسكيو” من كتابه روح الشرائع، إلا أنه وبعد بحثي بهذا الموضوع تبينت ان “مونتسكيو” لم يكن من قال ذلك وإنما هو القائل بأن “الحرية هي ما يسمح به القانون”، أياً يكن، ما يعنيني بهذا الأمر هو الحرية وضوابطها وما بينهما، وهي ما أدعوه بالمنطقة الرمادية.
تتوسط لمنطقة الرمادية كثيرا من المواضيع، وهي التي يتمسك بها ويدعي ملكيتها كل من مناصري ومعارضي ذلك الموضوع، مما يخرج تلك المواضيع من دائرة الوضوح من كونها بيضاء أو سوداء إلى دائرة الجدل أي المنطقة الرمادية.
وموضوع الحرية وضوابطها، هي محور كثير من النقاشات الجدلية، التي تدار على المستوى الشخصي أو الإعلامي أو الرسمي، والتي تبدأ من محاولة وضع تعريف محدد لمفهوم الحرية، إلى تحديد حدودها ولا تنتهي هذه الجدلية عند تحديد الضوابط التي على الجميع التقيد بها أثناء ممارسة الحرية.
الحرية كمفهوم كمثل غيرها من المواضيع التي لا يوجد تعريف مانع جامع لها محدد وبمعايير محددة، وإنما هو تعريف فضفاض يسمح دائماً بالاختلاف حولها، فعند تصفحك لأي كتاب قانوني أو فلسفي أو بالاقتصاد أو بالإدارة وغيرها.
فمن باب أولى أن البقية الباقية سوف يحتدم النقاش والخلاف أكثر بينهم ليس على التعريف فقط وإنما أثناء ممارسة تلك الحريات نظراً للاختلاف على حدودها وضوابطها.
وبالتالي فإنه أثناء ممارسة البعض لحرياتهم، وقد يتجاوزوه حدوداً وضوابط معينة بنظر البعض الآخر، فالأولى أن يتم الاحتكام إلى القانون قبل أي شيء، لئلا تصبح مثاراً جديداً لمنازعات جديدة قد تطرأ بسبب محاولة إحقاق الحق باليد بدلاً من يد القانون، فأصبح البعض يشتم وعلة ذلك أنه يمارس الحرية، والبعض الآخر يضرب بحجة أن يدافع عن الحرية، وكل ذلك هين اذا ما مورس القتل وإهدار الأرواح مبررا للدفاع عن الحرية ، وهذه النهاية الحتمية ، اذا ما ارتضينا أن ننفذ قانوناً بأيدنا بدل أن نحتكم الى قضاء البلد الذي ننتمي إليه بجنسياتنا أو بسكنانا.
والأن شاركنا برأيك من خلال التعليقات هل تؤيد هذه المقولة ام لا؟