“رواية مفقودة” .. أحدث اصدارات وائل السمري
عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر حديثا ديوان “رواية مفقودة”، للشاعر وائل السمرى، ولوحة الغلاف إهداء من الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، بعنوان “ظل المحارب”، وتعد هذه المرة الأولى التى تزين إحدى لوحاته عملا أدبيا، وفيما جاء الغلاف من تصميم الدكتورة هند سمير.
وتمثل “رواية مفقودة” الديوان الثانى لـ “السمري”، وتضم 10 قصائد، مقسمة إلى قسمين، جاء الأول بعنوان “جُرحٌ” وضم عدة قصائد وهي: سطر يتيم، من مذكرات مؤرخ لم يضل الطريق، وتنفست الأرض وشاية، رواية مفقودة، متفق عليه، في خفي نشيد، ويغلب عليه الطابع التاريخي، وهذا ما أشار إليه إهداء الديوان، والذي جاء نصه: “إلى التاريخ.. تعظيمًا وتسليمًا على عبَثِكَ الأزليّ المقدَّس”.
وفي هذا القسم يعتمد “السمري” علي بعض التيمات التاريخية المختلفة، وبعض القصص التراثية المثيرة للجدل والفكر، كما يتخذ من قناع المؤرخ وسيلة لقراءته للتاريخ وربما إعادة كتابته مرة أخرى.
ومن أقواله في هذا القسم: “وأنا المؤرِّخُ/ أكتُبُ الوحيَ المقطَّرَ مِن فمِ البَشَرِيِّ/والمنسيِّ/أجمِّعُ الأحداثَ مِن بين المقاعدِ في المقاهي/مثل أعقاب السجائرِ/أقتفي أثرَ الشفاهِ/لكي أُلملِمَ ما تبقَّى مِن بقايا سادةِ التنهيدِ والوطنِ المرادْ”.
بينما جاء القسم الثاني بعنوان “تعديل” واحتضن قصائد: موكبها قبل أن تختفى، والنمل يفعل ما يريد، هوام، عشت سعيدا أيها الموت، ويغلب عليها الطابع الذاتي، حيث يستعرض الخبرة الحياتية بين الحب والقدر، واليأس والأمل، والموت الحقيقي أو المجازي.
وفي هذا القسم يقول: ” ككلِّ النباتاتِ/ عشتُ سعيدًا/ بلا فرحٍ/ أو أملْ/ أيا أيها الموتُ.. عشتُ سعيدًا/ على ضفّةٍ/ مِن أريجِ الحليبِ/على موعدٍ/ بالقريبِ الغريبِ/ على جبلٍ لا تحُجُّ إليهِ النوارسْ/ على بسمةٍ/ قلما تتلعثمْ”.
والجدير بالذكر أن ديوانه “رواية مفقوده” جاء بعد ديوانه الأول “الساقى” الذى صدر عام 2011، عن دار ميرت للنشر، فيما كان إصداره الأول كاتب نثرى بعنوان “ابنى يعلمنى”، عن الدار المصرية، وأطلق عليه الشاعر “سيرة إنسانية” حيث تناول فيها تجربة الأبوة للمرة الأولي، مستلهماً منها فرصة لمعرفة الإنسان واكتشاف أسراره الروحية والإنسانية.
ومن أجواء الديوان:
لست ممن يفرحون بجنة التأويل..
لكنى
أخاف من المساء إذا تركت السطر مبتورا
فيأتي كالذئاب
ويكمله..
وأخاف من وقت إضافي يمرره النهار
إلى عشيق العانسات
فيجعل القضية
شهيدا
ثم ترفعه الرياح
وتحمله
وأخاف أيضا
أن تزيفنا الحقائق
والمرايا
والنهم