“إما”.. الرواية المصنفة ضمن أهم 100 رواية عالمية لـ “جين أوستن”
حققت “جين أوستن” الكاتبة البريطانية نجاحًا كبيرًا فى كتابتها، وتحولت رواياتها إلى أعمال درامية ضمنت لها الخلود الأدبى والفنى، ومن رواياتها المهمة التى تضعها التصنيفات ضمن أهم 100 رواية عالمية هي “إما”.
صدرت رواية “إما” عام 1815م، وتدور حول فتاة من طبقة غنية جميلة ومدللة بين أفراد أسرتها، اسمها ” إيما وددهاوس” وهى فضولية تتدخل فى حياة الآخرين دون توقع لما يمكن أن تلاقيه من جوانب سلبية، حيث أنها تحاول الجمع بين بعض أصدقائها لكى يتزوجوا دون أن تهتم بالعواقب ، وتم تحويل هذه الرواية لأكثر من عمل سينمائى يحمل نفس اسم الرواية.
تختلف “إما” عن كثير من بطلات “جاين أوستن”، في كونها غنية وبالتالى لا تحتاج أن تتزوج حتى تؤمن حياتها المادية، كما تفعل باقى بنات عصرها وهذا ما صرحت به “إيما” للآنسة “هارييت سميث” حيث أخبرتها بأن اكتفائها ماديا هو السبب الذي لا يجعل لديها باعث للزواج.
ويعد هذا اختلافاً واضحاً عن باقى روايات “جاين أوستن” التي يمثل فيها السعى وراء الزواج لتأمين الحياة ماديا موضوعا أساسياً، ولكن أكتفاء “إيما” ماديا لم يجعل الرواية بنفس جدية الأعمال السابقة مثل عقل وعاطفة وكبرياء وتحامل.
فعلى خلاف باقى بطلات “جاين اوستن” لا تبدى “إيما” أي إعجاب بالرجال الذين تقابلهم ولا تشعر تجاههم بشيء بل إنها تشعر بالدهشة والازدراء عندما أفصح السيد “إلتون” عن حبه لها، ومن الجلى أيضا أنها تفشل في فهم طبيعة علاقة الحب بين “هارييت سميث وروبرت مارتينو”، ليس ذلك فقط بل أنها تفسر العلاقة على أنها علاقة من أجل المصالح والحصول على المال.
ولا تلبث تكشف “هارييت سميث” عن اهتمامها بالسيد “نايتلى” وتدرك إيما أنها على وشك الوقوع في حبه أيضا، ولكنها لا تفصح عن ذلك، وويمكن تفسير السبب وراء عدم وقوعها في حب رجل أخر بعد ذلك هو حبها للسيد “نايتلى” دون أن تشعر.
جدير بالذكر؛ أن “جين أوستن” ولدت عام 1775م فى بريطانيا، ولم تستطع أن تُكمل تعليمها بسبب ظروف عائلتها المادية، لكنها استمرت فى تحصيل العلم من خلال قراءة الكتب، ونالت شهرة واسعة بعد كتابتها مجموعة روايات مكونة من ست روايات انتقدت فيها حياة طبقة ملاك الأراضى فى بريطانيا، وفى عام 1793م أتجهت “جين” لكتابة المسرحيات، وكانت أولى مسرحياتها بعنوان” سير تشازلز جراندسيون”.
بعد ذلك قامت بكتابة روايتها “إلينور و ماريان” و تم نشر تلك الرواية عام 1811م دون ذكر اسمها على الغلاف، أما عن روايتها الثانية فهى بعنوان الانطباعات الأولى و تم نشرها عام 1796م، و بعد ذلك قامت بنشر روايتها المتميزة “كبرياء و تحامل”.
أما “إما” فهى الرواية الرابعة لـ ” جين” تم نشرها عام 1815م، ثم رواية “اقناع” التى تم نشرها عام 1818م أي بعد وفاتها، حيث مرضت “جين” مرضًا شديدًا و رحلت عن عالمنا عام 1817م.