“عودة الروح” .. الرواية التي أشعلت الثورة لـ توفيق الحكيم
واحدة من أشهر الكتابات التى صدرت فى الأدب العربى على مدى تاريخه، منذ صدورها عام 1933، وذلك لتأثيرها الكبير على الوضع الثقافى قبل ثورة 1952 فى مصر، أنها رواية “عودة الروح”، للكاتب الكبير توفيق الحكيم، التى ترجمت الرواية ونشرت باللغة الروسية فى ليننجراد عام 1935، وبالفرنسية فى باريس عام 1937، وبالإنجليزية فى واشنطن عام 1984.
وتدور “عودة الروح”، حول “محسن” الذي ترك دمنهور حيث عائلته الثرية، ليلتحق بإحدى مدارس القاهرة بحي السيدة زينب، ومن هنا يعيش حياة بسيطة مع أعمامه الثلاثة وعمته التى ترعى شئونهم بعد أن فاتها قطار الزواج، إضافة لخادم من القرية.
ويقع الذكور جميعاً فى حب جارتهم “سنية” الفتاة العصرية التى تعزف بيانو، ولكنها تخيب أملهم جميعاً وتقع فى حب جارهم مصطفى، ثم تندلع ثورة 1919 من أجل عودة سعد زغلول ورفاقه الذين نفوا بعيدًا عن الوطن، ويشارك محسن وأعمامه والخادم فى المظاهرات التى تؤيد الثورة، وكما بدأت الرواية بهم مرضى فى الفراش فى غرفة واحدة، تنتهى بهم فى زنزانة واحدة بالسجن، ثم فى غرفة واحدة بالمستشفى.
ومن أجواء الرواية: “كيف أرجع إلى ما كنت قبلاً؟ نعم عشت من غير حب وعشت سعيداً ولكنها سعادة الأعمى الذى لم ير الجمال، ولكنك فتحت عين الأعمى وجعلته يبصر وينبهر، فهل تحسبه إذا أرجعته إلى ظلامه الأول مستطيعاً أن يجد سعادته الأولى؟”.
وبناءاً على ذلك، قدم توفيق الحكيم رواية رائعة خفيفة الظل، ومليئة بالمشاعر تخبرنا كيف أن يفسر الانسان ما حوله وفقاً لآماله ومخاوفه، وكيف يوحد بيننا الشعور بالألم؟.