بناء المجتمع المعرفي .. في إصدارجديد للدكتور العطار
كتبت-هالة ياقوت
صدر حدبثا كتاب « بناء المجتمع المعرفي .. خطوة نحو الأمام » للعراقي “د. محمود المظفر ” المهندس الاستشاري المتخصص في البحوث العلمية التطبيقية (R&D) وإقامة المشاريع التكنولوجية وتطوير الأعمال.
الكتاب يتضمن الخطوة الأولى نحو البدء ببناء الاقتصاد المبني على المعرفة وإقامة “المدن العلمية والتكنولوجيا والأعمال” وتأسيس الموطِن المُعتمد عالميًا في ولادة المشاريع التنموية المعاصرة واستنباط الحلول للمشاكل المجتمعية ، وتعظيم الاقتصاد الوطني ، وجعل الدولة في الوضع المتقدم والمنافس اقتصاديًا بين بلدان العالم، وتحقيق النهوض الاقتصادي والازدهار المجتمعي.
يتألف الكتاب من أربعة فصول : الفصول الثلاثة الأولى كُتبِت بأسلوب قصصي وروائي شيق يحاكي القارئ في سرده للأحداث والتحديات والمعوقات التي واجهت المؤلف بدول المهجر وسعيه الدؤوب لتجاوزها. والفصل الرابع تضَّمن حصيلة الأداء المهني من مشوار ترحال المؤلف ، والتي تؤسِّس لإنشاء المشروع التنموي الاستراتيجي الشامل “مُدن العلوم والتكنولوجيا والأعمال ؛ ومشروع أكاديمية الابتكارات وتعليم العلوم الأساسية ، والمراكز المعرفية – الرافد للمدن العلمية بالعمالة المؤهلة”. ولجعل المشروع الشامل حقيقة شاخصة على أرض الواقع تمَّ وضعه بدراسة استشارية بحثية تطبيقية ، تشمل الجوانب العلمية والتكنولوجية والهندسية ، يشار إليها في البحث بـ(دراسة الأساس).
إن الهدف الرئيسي الذي يتوخاه المشروع الاستراتيجي الشامل بناء المجتمع المعرفي وانبثاق الاقتصاد المبني على المعرفة. وفقرات الدراسة تتضمن إنشاء مكونات المشروع الاستراتيجي الشامل بموجب الرؤى : القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد ، وبالمهام التخطيطية والإدارية والتنفيذية ، وخطط الشروع وخارطة الطريق الواضحة المعالم. وتساهم في تنفيذ المشروع الاستراتيجي الشامل : جميع القطاعات المجتمعية المؤلفة من الجامعات ومديريات التربية وإدارات المدارس ومنظمات المجتمع المدني والمجالس البلدية والمؤسسات المجتمعية الأخرى ، ويشار إليها جميعًا بـ” قوة المجتمع – الركيزة الاقتصادية الثالثة “. ومساهمة رجال الأعمال والبنوك الحكومية والخاصة والمؤسسات المالية والاستثمارية وأسواق المال ، ويشار إليها بـ” قوة الأسواق – الركيزة الاقتصادية الثانية “. وكذلك بمساهمة مجلس النواب والحكومة الاتحادية والحكومات المحلية وحكومة الإقليم ، والمؤسسات المرتبطة بهما ، ويشار إليها بـ” قوة الدولة – الركيزة الاقتصادية الأولى “.
وتضم المدينة العلمية بداخلها مجمعًا للتكنولوجيا والأعمال ، وأكاديمية الابتكارات وتعليم العلوم الأساسية والرياضيات – STEM ، بالإضافة إلى أحد المراكز المعرفية. لتشكِّل المدينة العلمية المنفردة بمكوناتها ، “النواة” لبناء المجتمع المعرفي لما حول محيطها.
إن أهم ما يميِّز جوهر فكرة انشاء المشروع الاستراتيجي الشامل هو عدم اهمال قوة المجتمع الأهلي – الركيزة الاقتصادية الثالثة ، وإعطائها الدور المكافئ والمتوازن مع دور الركيزتين الاقتصادية ، قوة الأسواق وقوة الدولة. ممَّا يجعل المشروع المُقترح يختلف عن نظرائه من المشاريع المماثلة في المنطقة. وإن أهمَّ المهام الذي يتبناها المشروع الاستراتيجي الشامل لتحقيق هذا الغاية هو توفير المستلزمات المادية والموضوعية والبيئة الجيوسياسية في جميع المدن العلمية لغرض تمكينها من احتضان وتفعيل الطاقات الإبداعية الكامنة لدى جميع القطاعات المجتمعية وتطوير نتاجاتها المعرفية في ابتكار المنتجات الجديدة والتطبيقات الخدمية المعاصرة وتسويقها إلى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. كما وأن مساهمة جميع قطاعات المجتمع الأهلي بدلاً من إهمالها ، سيوفِّر بحد ذاته الكثير من الحلول لمشاكلنا المجتمعية السائدة وتعظيم الاقتصاد الوطني وحماية السيادة الوطنية من هيمنة العولمة وتداعياته. وكمثال شاخص أمامنا التدخل الخارجي بالشؤون الداخلية لبلدان المنطقة كالبنك الدولي ومؤسسة النقد الدولية بفرض الأسعار والشروط التي تمسُّ بحاجات ومتطلبات المجتمع الأهلي.
وبالإضافة إلى دراسة الأساس للمشروع الاستراتيجي ؛ يتضمن الكتاب رسم خارطة الطريق وتحديد خط الشروع بتنفيذ المشروع الاستراتيجي الشامل ، بالإضافة إلى خمس مهام هندسية تنفيذية.