الحجر الصحي الذي علمنا كيف نعيش بحب ونحلم من جديد؟
بقلم – سعود الهم
أرأيتم يا أصدقاء؟، هذه المرة الأولى التي يتشارك الناس فيها معاناتهم، معاناة لم تفرّق بين كبير أو صغير، غني أو فقير، مسلم أو غير مسلم، هذه المرة الأولى التي امتنع خلالها الناس عن الذهاب إلى أحب الأماكن خشية المرض والعدوى التي يمكن أن تنتشر لأقرب الناس إليه بدون علمه.
هذه المرة الأولى التي تُسلب فيها الحريّة من الناس فاضطروا إلى الخروج من منازلهم في مواعيد محددة؛ لقضاء حوائجهم والعودة مرة أخرى للبقاء في المنزل لمدة 15 ساعة أخرى.
في الواقع نحن البشر نعيش هذه المعاناة يومياً حتى قبل ظهور المرض ولكن بشكل آخر مختلف، فكم من شخصٍ لا يملك وظيفة أصلاً ويجلس ببيته، وكم من شخصٍ فقير لا يعرف الأسواق إلّا على فترات متباعدة، وكم من شخصٍ لا يملك منزل يمكنه البقاء بداخله في مثل هذه الأوقات، وكم من شخصٍ مسجون بسبب ديّن أو جريمة لم يرتكبها، وكم من غيرها ..
هذه المعاناة عشناها جميعاً سنخرج من بطونها جائعين ومتشوّقين لكسب أبسط حقوقنا في الحياة، وهي الحرية في: الحركة، العيْش، الكسْب، الزواج، شراء المنازل، الذهاب إلى المقاهي في الأوقات التي نحبّها، الذهاب إلى المساجد والكنائس وَدُوَر العبادة، تأدية مناسك العمرة، الحرية دون الاضطرار لوضع كمّامات ومعقمّات، الحريّة في مشاهدة مباريات كرة القدم ومختلف الفعاليات.
خلاصة القول، فهذه المعاناة المشتركة جعلتنا ندرك قيمة ما كنّا نملكه، وجعلتنا نُدْرك قيمة الحياة التي عشنا جميعاً نتذمّر منها لأنها حياة (عادية)، ولأنها لا تحوي شيء جديد حتى أتى السبب الحقيقي الذي أعاق المجتمع عن الحركة، لندرك مجدّداً معنى “أن تعيش بحب ونحلم من جديد”.