ديوان “كلمات نباتية” والبحث عن الذات
كتبت-هالة ياقوت
صدر حديثا ديوان “كلمات نباتية” للشاعر عبد الله خليفو عبد الله ، استمدت الكلمات فيها صفتها النباتية من حيث هي تنمو فينا بحسب تعبير الشاعر.
” تنمو فينا
مذ كلمتِنا أول مرة
صرنا حقلاً لوردة صوتكِ النحيل
كلماتكِ لمست ترابا في الروح
نتذكر كل يوم
براعمكِ الأولى فينا
نتذكر باستمرار”
ويفصح الحنين عن نفسه في غير مكان داخل المجموعة، جاعلاً من الأنثى مستقرا
لأشكال الحنين والحب والبحث عن الذات:
“… وكل صباح
توقظني رائحة عطركِ الصباحي
تلك الرائحة النشيطة
تفتح النافذة
تسحب الشراشف
وتُشغّل الموسيقى”
وكذلك:
“… كلما ازحتُ الذكريات
تراكم غيابكِ طينا في القلب
ترابا مبلولا بآخر دمعاتكِ
ترابا مالحا في القلب
وحيدا”.
ويبرز أثر الرحيل والغياب:
“… رحلتِ وبقيت أنا
وحدي
لا أقدام لي الآن”.
“… عيناي تقشّران رائحة غيابكِ عن ثمار المطر اللامعة
رائحة غيابكِ حائكة بارعة
لسجادات المطر والرجال
رائحة غيابكِ عالقة في بطن إبريق الشاي
وفي حواف الملعقة المحفوطة في الرف العالي
وفي الأواني التي في الروح”
ووسط هذا البحث والحنين يبقى الأمل بالشمس والحياة، وهو أمل بالأنثى أيضاً:
“… لكِ نكهة الفراشة في كل شيء
عائدة من حديقة الليل
في يدكِ ياسمين البدايات
وطفولات الينابيع
تفتحين جفني العالم
ليرى نفسه جديداً في مرآة الصباح”.
وهكذا تستمر المقطوعات حتى آخر المجموعة، مجسدة هذه الروح النباتية التي تصرّ على الحياة، وعلى مخاطبتها في رحمها الأنثوي العابق بها.
وقد جاء هذا الأصدار ضمن مشروع كبير ضم خمسة وعشرين عملا مثلت أجيالا متنوعة من كتاب وباحثين من أعضاء الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، وعبرت عن عدد من المدارس والأساليب الفنية التي غطت مساحة كبيرة من المشهد الثقافي والإبداعي العُماني، وشملت دواوين شعر، ومجوعات قصصية، وروايات، ودراسات، وبحوثا علمية، ومجالات أخرى من مجالات البحث والإبداع.