78 عاماً .. من الصداقة والشراكة السعودية الصينية ذات الأبعاد الثقافية الحضارية
-
مكتبة الملك عبدالعزيز بـ “بكين” أول فرع للمكتبة في آسيا تحتضنه جامعة بكين
-
المكتبة تضم 3 ملايين كتاب ومخطوطة وأكثر من 200 ألف كتاب حول الدراسات العربية
-
إقامة معارض ثريه للتبادل الثقافي بين المملكة والصين
-
تطور العلاقات العربية الصينية عبر طريق الحرير إلى تعزيز العلاقات السعودية الصينية اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا
الثقافة هي جسر التواصل المعرفي والوجه المشرق لصياغة العلاقات الدولية، وبها تتقارب الشعوب وتتداخل المعارف والعادات والتقاليد الخاصة بين البلاد، وفي الآونة الأخيرة تطورت العلاقات السعودية الصينية من خلال توسيع نطاق العلاقات الثقافية لبناء جسر يصل بين حضارتين عظيمتين، من خلال الشراكات الثقافية بين المملكة العربية السعودية ودولة الصين الشعبية.
وتعود العلاقات السعودية- الصينية إلى أكثر من سبعة عقود مضت؛ ففي القرن الـ 19 أطلق الجغرافي الألماني “فرديناند فون ريتشهوفتن” اسم “طريق الحرير” على الطرق البرية والبحرية التي كانت القوافل والسفن تسلكها، وهو الطريق الذي كان سبباً في ازدهار عدد كبير من الحضارات القديمة مثل الحضارة الهندية والرومانية والصينية وحضارات أخرى.
وما بين القرن 19 والقرن 21، توسع طريق الحرير ليشمل الأرض والبحر والجو، ولتصبح الصادرات والواردات لا تسلك طريق حرير واحدًا؛ بل طريق الذهب والنفط والتحالفات الاستراتيجية، التي جعلت الاقتصاد السعودي يرسم طرقاً حريرية أخرى أساسها النفط.
,و يبلغ عمر العلاقات بين البلدين في التاريخ الحديث نحو 78 عامًا، حين قررت الرياض عام 1939، التمهيد لعلاقات سياسية قوية مع بكين؛ هذا القرار استغرق ستة أعوام قبل توقيع أول معاهدة صداقة بين البلدين، في 15 نوفمبر 1946، في جدة.
ومنذ هذا الوقت تعززت العلاقات السعودية الصينية اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا، وهو ما تجسد خاصة في تأسيس المنتدى العربي الصيني الذي انطلق في العام 2004 م، وأسهم في وضع العلاقات العربية الصينية في إطار مؤسسي عمل على تطورها وقراءة إمكانياتها المستقبلية.
وتوطدت العلاقة الثقافية بين البلدين بعدما أطلق وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود جائزة “الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين”، العام الماضي، لتجسيد الالتزام المشترك تجاه بناء جسور الثقافية بين البلدين، وتطوير التبادل الثقافي، وتعزيز الفرص الفنية والأكاديمية.
وقد مهد ذلك لدور كبير في الترويج للغة الضاد والآداب والفنون العربية، وتسعى الجائزة لتكريم المبدعين من كلا البلدين، وتحتوي على مجالات عديدة منها: أفضل بحث علمي باللغة العربية، وشخصية العام وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية للعام، وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز في بكين مقراً للجائزة.
“مكتبة الملك عبدالعزيز ببكين”
بدأت فكرة إنشاء مكتبة الملك عبدالعزيز في العاصمة بكين قبل سنوات عديدة ليتم افتتاحها في شهر مارس عام 2017، ويعد ذلك أول فرع للمكتبة في آسيا تحتضنه جامعة بكين مستنيرة بمصدر معرفي باذخ بالثقافة للمزيد من التبادل الثقافي، في وسط الجامعة التي تملك 15 ألف طالب، جُهزت المكتبة بستة طوابق، وثلاثة ملايين كتاب ومخطوطة، وأكثر من 200 ألف كتاب حول الدراسات العربية لتناسب الزائرين والباحثين.
تقبع المكتبة في قلب العاصمة الصينية بهدف نشر الحضارة العربية والإسلامية، ومساعدة وتزويد الجامعات الصينية التي تتواجد بها أقسام لغة عربية والقيام بترجمة الكتب من اللغتين العربية والصينية.
“معارض ثقافية متبادلة”
وفي ضوء عملية التبادل الثقافي بين المملكة والصين، نشأت اتفاقيات موقعه تشير إلى إقامة معارض ثريه ثقافيا، وقد أقيم معرض “كنوز الصين” في المتحف الوطني بالرياض عام 2016، وتضمن المعرض أكثر من 200 قطعة نادرة، وفي نفس العام قام معرض “روائع آثار المملكة في المتحف الوطني” بأول جولاته الآسيوية، بعد أن شهد متحف اللوفر في باريس أول انطلاقات المتحف السعودي حول العالم، واستطاع المتحف الوطني في بكين الترويج لحضارة وتاريخ المملكة والجزيرة العربية من خلال عرض 400 قطعة أثرية نادرة.
ومن هذا المنطلق، جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين “الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” إلى جمهورية الصين الشعبية، وزيارة سمو ولي العهد في عام 2017 م، لتفعل العلاقات السعودية الصينية من مختلف الجوانب، ولتعزيز التعاون بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق الصينية وتوسيعًا لمسارات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى اهتمام صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة بتفعيل التعاون الثقافي مع الصين.
ختاماً، تعتبر الصداقة والشراكة بين الجانبين السعودي والصيني ذات أبعاد ثقافية وحضارية، وقد بدأت وزارة التعليم والتعليم العالي السعودية بفتح المجال أمام الطلبة الدارسين لتلقي دراساتهم الجامعية والعليا في الجامعات الصينية.
كما وقع الصندوق السعودي للتنمية اتفاقيات لتطوير بعض مناحي التخطيط العمراني والحضاري لمدينة (أكسو) الصينية، واتفق الطرفان السعودي والصيني على التعاون كذلك في مجال التدريب المهني.