الأخبار الثقافيةمقالات

القلق والمناعة

بقلم – دكتور نجوى محمد الصاوي، استشاري حساسيه ومناعة اطفال عام:-  

الجهاز المناعي هو الخط الدفاعي الأول للجسم وهو جهاز متخصص في الدفاع عن الجسم ضد العَوامِل الأجنبية، أو العَوامِل المهاجمة الخطيرة وهذه العَوامِل هي الكائنات الحية الدقيقة والتي تُعرف باسم الجراثيم، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، الطفيليَّات، الخلايا السرطانية، الأعضاء والأنسجة المزروعة.

لذلك هو يكبح الالتهابات والعدوى فعند شعور الشخص بالقلق والخوف والتوتر، يتأثر الجهاز المناعي بسبب عدة عوامل منها:

ازدياد إنتاج هرمون “الكورتيزول” الذي يضعف عمل الجهاز المناعي، بحيث يؤدي الى خفض كمية البروتينات التي تحفز الخلايا المناعية للدفاع عن الجسم ضد أي عدوى، مما يقلل من جودة عمل الجهاز المناعي ويصبح الشخص عرضة للإصابة بعدة أنواع من العدوى أكثر من الأشخاص الاصحاء.

كما يؤثر الاجهاد والتوتر على الخلايا الليمفاوية الموجودة بالجسم، والتي لها دور كبير و فعال من حيث مكافحة العدوى والقضاء على الالتهابات التي تواجه الجسم، مما يقلل كفاءة الجهاز المناعي، ويجعل الجسم يستغرق وقت أطول في التعافي.

هذا إلى جانب ان الإجهاد والقلق زيادة فرص التعرض للكثير من الأمراض كأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك السكري، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من غيره.

ايضا يعتقد بعض الأطباء أن القلق والتوتر يسهم في ارتفاع الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

يوجد دراسة تصدر عن الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة ذكرت أن التوتر يؤدي إلى حدوث تغيُّرات في البكتيريا المعوية حفزت نشاط الخلايا المناعية وزادت من احتمالية مهاجمة الجسم لنفسه، عبر الخلايا المناعية المُحفزة، التي قامت بشن هجمات على الجسم.

يوجد عدة دراسات أمريكية نتائجها أن الإجهاد يُسبب تغيرات في نشاط ميكروبات الأمعاء، التي تؤثر بدورها على الاستجابة المناعية بطريقة يُمكن أن تؤدي في النهاية إلى نوبات من مهاجمة الجسم.

وتوضح الدراسات أن بكتيريا الأمعاء يُمكنها استشعار الضغوط، والاستجابة لها، إلا أن الباحثين يؤكدون أنهم بحاجة إلى فهم أفضل لكيفية التفاعُل بين تلك البكتيريا والضغوط الاجتماعية.

لابد من التخلص من القلق والخوف والتوتر هذه الفترة بالذات لكي تكون مناعتنا أفضل وأقوى، عمل ما هو واجب علينا من الوقاية واتباع إرشادات السلامة لتجنب الإصابة بـ “كورونا”.

خلاصة القول، فإن التوكل على الله والتوجه إليه بالدعاء، كما تشير الدراسات الاطمئنان والتأمل من مقويات المناعة، ونجد ذلك بالصلاة والابتهال لله تعالى حمى الله الجميع وبلادنا الحبيبة من كل سوء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى