الأخبار الثقافيةمقالات

طرق تقوية الجهاز المناعي

بقلم – دكتور نجوى محمد الصاوي، استشاري حساسية ومناعة أطفال عام:

مهمة جهاز المناعة هي الدفاع عن أجسامنا ضد المرض، يتكون النظام المناعي المعقد من عدة انواع من الخلايا المناعية في الجلد والدم ونخاع العظام والأنسجة والأعضاء التي لها دور في ان تحمي أجسامنا من مسببات الأمراض الضارة المحتملة (مثل البكتيريا والفيروسات)، وتحد من الأضرار الناجمة عن العوامل غير المعدية (مثل حروق الشمس أو السرطان).

لكي يقوم الجهاز المناعي بواجبه على أكمل وجه من حماية أجسامنا من الأذى، يحتاج كل مكون من مكونات جهاز المناعة إلى الأداء جيدا وبكفاءة.

لذلك لابد من تقوية الجهاز المناعي عن طريق ممارسة السلوكيات الجيدة، أهمها:-

اولا: تناول نظام غذائي صحي نبدأ بالأطعمة النباتية مثل: الفواكه والخضروات، والأعشاب والتوابل ضرورية للحفاظ على عمل نظام المناعة بشكل صحيح ، بحيث إن العديد من الأطعمة النباتية لها أيضًا خصائص مضادة للفيروسات ومضادة للميكروبات، مما يساعدنا على مكافحة العدوى، على سبيل المثال تُظهر الأبحاث أن التوابل مثل القرنفل، الزعتر، القرفة، الكمون تحتوي على خصائص مضادة للفيروسات ومضادة للميكروبات تمنع نمو البكتيريا التي تفسد الطعام مثل العصيات الرقيقة و “زودومونس” والفطريات الضارة مثل اسبروجلس والكائنات الدقيقة المقاومة للمضادات الحيوية.

علاوة على ذلك، فإن المعادن مثل الزنك، الفولات، الحديد، السيلينيوم، النحاس والفيتامينات ” أ، سي ، E ، ب 6 ، ب 12″، التي نحصل عليها من الطعام الذي نتناوله هي العناصر الغذائية التي يحتاجها جهازنا المناعي للقيام بعمله.

يلعب كل واحد دورًا فريدًا في دعم وظيفة المناعة، تشير الأبحاث على سبيل المثال، إلى أن نقص فيتامين “سي”  يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية، لا تنتج أجسامنا هذا الفيتامين الأساسي القابل للذوبان في الماء من تلقاء نفسها، لذلك نحتاج إلى الحصول عليه من خلال الأطعمة مثل: الحمضيات، الكيوي، العديد من الخضروات، كما يمكنك الحصول على 95 (ملغ)، أو 106 في المائة من فيتامين “سي” اليومي الذي تحتاجه عن طريق تناول نصف كوب من الفلفل الأحمر.

هذا إلى جانب أهمية البروتين لصحة المناعة، حيث تساعد الأحماض الأمينية في البروتين على بناء الخلايا المناعية والمحافظة عليها، وقد يؤدي قلة تناولها إلى تقليل قدرة الجسم على مكافحة العدوى.

تشير إحدى الدراسات المنشورة في فبراير ٢٠١٣، بمجلة الأمراض المعدية، تأثرت الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا يتكون من 2 % فقط من البروتين بشدة من الأنفلونزا أكثر من الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا “بروتينًا عاديًا” مع 18 % من البروتين.

وأثبتت الدراسة أنه بمجرد بدأ الباحثون في تغذية المجموعة الأولى بنظام غذائي “بروتين عادي”، تمكنت الفئران من التخلص من الفيروس.

وهذا ما يؤكد أنه عندما يتعلق الأمر بنظام غذائي يدعم صحة المناعة الجيدة، لابد أن نركز على دمج المزيد من النباتات والأغذية النباتية، أضافة إلى الفواكه، الخضروات، الشوربات واليخنات، العصائر، السلطات ، أو تناولها كوجبات خفيفة.

كما يعتبر الجزر، البروكلي، السبانخ، الفلفل الأحمر، المشمش، الحمضيات وتشمل: البرتقال، الجريب فروت، اليوسفي، هذا إلى جانب الفراولة، فجميعها رائعة للفيتامينات A و C.

بينما توفر البذور والمكسرات البروتين وفيتامين E والزنك، كما تشمل المصادر الإضافية للبروتين والزنك المأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهن والدواجن.

ثانيا: التخلص من القلق والإجهاد لأنه يؤدي على المدى الطويل إلى مستويات مرتفعة بشكل مزمن مثل هرمون الكورتيزول الستيرويد، حيث يعتمد الجسم على الهرمونات مثل الكورتيزول خلال القلق قصير المدى، فعندما يدخل جسمك في استجابة “القتال أو الهروب”.

الكورتيزول له تأثير مفيد في منع الجهاز المناعي من الاستجابة قبل انتهاء الحدث المجهد (حتى يتمكن جسمك من الاستجابة للجهد المباشر)، ولكن عندما تكون مستويات الكورتيزول مرتفعة باستمرار، فإنه يمنع الجهاز المناعي من الانطلاق ويؤدي وظيفته لحماية الجسم من التهديدات المحتملة من الجراثيم مثل الفيروسات والبكتيريا.

ومن هنا يمكن الإشارة إلى عدة طرق للحد من الإجهاد أهمها: ممارسة أي نشاط او هواية معينه يحبها الشخص، الحصول على القدر الكافي من النوم الجيد لان اجسامنا تشفي وتتجدد أثناء النوم، مما يجعل النوم الكافي ضروريًا للاستجابة المناعية الصحية.

بشكل أكثر تحديدًا، النوم هو الوقت الذي تنتتج فيه اجسامنا الخلايا المناعية الرئيسية ويوزعها مثل السيتوكينات وهو نوع من البروتين يمكنه إما محاربة الالتهاب أو تعزيزه، والخلايا التاجية وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تنظم الاستجابة المناعية، والإنترلوكين 12 وهو سيتوكين مؤيد للالتهابات،  وهذا وفقًا لمراجعة نشرت في مجلة فلوجرز أركيف الأوروبية للفسيولوجيا.

كما أكدت أنه عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، لا يقوم جهازك المناعي بهذه الأشياء أيضًا، مما يجعله أقل قدرة على الدفاع عن جسمك ضد الغزاة الضار ويجعلك أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في عدد يوليو – أغسطس 2017 من Behavioral Sleep Medicine””، أنه بالمقارنة مع الشباب الأصحاء الذين ليس لديهم مشاكل في النوم، وإلا فإن الشباب الأصحاء المصابين بالأرق كانوا أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا حتى بعد تلقي التطعيم؛ لأن الحرمان من النوم يرفع أيضًا مستويات الكورتيزول ، وهو بالطبع ليس جيدًا أيضًا لوظيفة المناعة.

ونتيجة لذلك، ينخفض ​​نظام المناعة لدينا، ونميل إلى امتلاك عدد أقل من الاحتياطيات لمكافحة المرض أو التعافي منه؛ لذلك يوصي اطباء النوم جميع البالغين بالحصول على سبع ساعات نوم على الأقل في الليلة لتحسين الصحة.

كما تعزز الشمس فيتامين “د” في الجسم، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في صحة المناعة أيضًا.

ثالثا: تجنب السجائر، لأنها تؤثر على صحة المناعة، لأنه أي شيء يحتوي على سموم يمكن أن يضر بجهاز المناعة لدينا على وجه الخصوص، يمكن للمواد الكيميائية التي يطلقها دخان السجائر مثل: أول أكسيد الكربون، النيكوتين، أكاسيد النيتروجين، الكادميوم، أن تتداخل مع نمو ووظيفة الخلايا المناعية، مثل السيتوكينات والخلايا التاجية والخلايا.

كما يؤدي التدخين أيضًا إلى تفاقم العدوى الفيروسية والبكتيرية، خاصةً تلك التي تصيب الرئتين، مثل الالتهاب الرئوي والإنفلونزا والسل، والتهابات ما بعد الجراحة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها جهاز المناعة المفاصل؛ لذلك لابد من تجنب التدخين السلبي كلما أمكن ذلك.

فإذا كنت تدخن حاليًا، فهناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك على التخلص من عادتك، بما في ذلك الاستشارة، ومنتجات استبدال النيكوتين، والأدوية غير النيكوتين الموصوفة، والعلاج السلوكي.

رابعا: إبقاء أعراض الأمراض المزمنة تحت السيطرة، حيث يمكن أن تؤثر الحالات المزمنة مثل: الربو، أمراض القلب، السكري، على جهاز المناعة وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

فعلى سبيل المثال، عندما لا يتحكم الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني بسكر الدم بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث استجابة التهابية مزمنة منخفضة الدرجة تضعف نظام الدفاع عن الجسم، مما يؤدي إلى سرعة الإصابة بالعدوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى