إبداعاتالأخبار الثقافية

لا تصلح للحب

قصة – جيهان السيد:

وضعت الهاتف من يدها ببطء شديد، كانت هذه هي المكالمة الأخيرة ..

استغربت كثيرا بضعة قطرات حمقاء تمسكت برموشها!! لماذا تبكي! ما الجديد في الأمر؟! خمسون عاما من خيبات الامل المتتالية ..

خيبات امل، فشل، هزائم ..كان لابد ان تكون اعتادت الأمر!، لكن دموعها الحمقاء تصر علي الانفلات !! فاشلة حتي في اخفاء الهزيمة!. 

هو -كالعادة- اختار ان يلقي بها جانبا كخرقة قديمة مهملة، زواجه الاول مهدد بوجودها و هي علي اية حال لم يعد لديها ما تمنحه، اعطته كل شيء بسرعة و بالمجان ..

لا ، ليس بالمجان تماما، كان يمنحها بضع كلمات تجعلها تصدق انها تصلح، تصلح للحب، للحياة، تصلح كأنثي.

الليلة الخمسون لغيابه المستمر، تجنب الرد علي اتصالاتها، ربما اجاب اتصالها الليلة فقط ليهرب من الرنين المزعج لهاتفه برنته الغريبة، ازيز كهربي زاعق مع الكثير من الاهتزاز، هي متاكدة انه لهذا السبب فقط اجابها.

علي اية حال كان سريعا حاسما، هو لا يستطيع ان يكمل هذه العلاقة، الزواج العرفي، المهزلة.

وضعت الهاتف في حقيبتها و تاكدت جيدا من ان ثوبها السماوي اللون ليس به اي اثر للدماء.

اغلقت باب منزله خلفها، و عادت الي منزلها
ربما عندما يري القلب الذي رسمته علي جدار غرفة نومه بدم زوجته الاولي يعلم انها اخيرا اصبحت تصلح لشيء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى