ظلال صغيرة
قصة بقلم- جار الله الحميد:
مشيت حتى كلت قدماي ولم يعد في الافق بارقة امل. رايت من بعيد ظلا يسير بسرعة واضحة وتاكدت ان هذا مبتغاي فانا ( ضائع ) ابحث عن ضائعين مثلي وفي الطريق تعثرت بحجر كبير ادمى قدمي ولكني ركضت وراء الظل الذي بدأ يفوح منه عطر غريب ويصل الى اعماق الراس .
حين وقفت قلت ستوبخني ! لكنها قالت بصوت كالهمس المرتبك ( عسى ماشر ؟ اشوفك طحت ) قلت مبحوحا للمفاجاة ( كلا ! ما طحت بس ضربني حجر ! ) قالت وبها شيء من ضحكة ( المهم ماطحت :؟ انا اخاف من السقوط هكذا ) فعرفت ان ليلتي صارت تفاحا وقلت مازحا ( اسميتك الظل) ضحكت وتحرك شيء في انفها الطويل وقالت تغالب زكامها المفاجىء ( انت تسمي الاشياء اسماء غريبة ! وش قصتك انت ؟ ) في الطريق للمنزل اقتحت ان اشتري خبزا وقطعة كاكاو واطعتها .. لم يكن بد من طاعتها ! وعند الباب الخشبي المتغضن وقفت ورفعت شيلتها ونظرت الي باستغراب وقالت هل نفتح الباب ؟ قلت لا ! الباب مادام مقفلا ينبغي عدم فتحه ! قالت بصوت يشبه الانين ( انا سافتحه . ليس ثمة اكثر من اهلي وهم الان غارقون في الموت المؤقت هها ) وضحكت مجاملة لها ولاحظت انني بدات اخاف منها ! ترى لوكانت جنية ؟ .
وكانت تقرا افكاري ! في المجلس الملان بالكتب التراثية وسجادات الصلاة واباريق القهوة جلست امامي وقالت بلهجة حازمة ( انت صحيح ما عندك شغل ؟ ) واضافت دون انتظار لردي ( بدون شغل احسن ! ) قلت بعد تردد طال ( وشلون بدون شغل احسن ؟ فهميني ! انا محتار منك جدا ) قامت تعد الشاهي ونسيت سؤالي ! رفعت ثوبها المزدحم بالمطر المغبر وتاففت فقلت لها انه ثوب جميل ! بذمتك ؟ ورفعت ساقها العارية التي تشبه المرمر وقالت ( هل تفكرفي شيء غبي ؟ اعني هل لازلت تدعوني بالظل ؟ ) وقفت بعد طول جلوس وقلت لها هل تعتقيني لوجه الله ؟ ضحكت واسترخت على مقعد طويل رث وقالت لن افعل لانك صرت اسيرا لدي ! وفي جو يشبه حلما رماديا عانقتني بقوة وفعلت مثلها ثم صار الذي لابد ان يصير ! حين افقت من النوم كنت فزعا وشربات قلبي تزداد وتنفسي صار صعبا ! وحكيت الحلم على امي التي كانت استيقظت لصلاة الفجر فدهشت وقالت توك صعير ياولدي على هالسوالف ! / ومرت شهور كان اهلي ينادونني بالصغير ولكن جنيا هبط عليهم فصار اسمي ( المجنون ) !