إبداعات
عند نومِ بنيها
شعر: أحمد الملا
تشبّثَتْ الشجرةُ بأغصانِها،ترفّقتْ بالغضِّ منها وحنَّتْ على الضعيف.
تركَتْ المورِقَ ذاهبا في غيِّهِ، والمثمرَ متدلّيا يحفرُ الهواء.
مدَّتْ للطيرِ أكتافا، أولمَتْ له أبكارَها، ولفَّتْ أوراقَها ساترةً الأعشاش.
إذا انكسرَ فردٌ من جسدِها، مالَت عليه، تدمعُ على موضعِهِ، وبظلِّها تحجبُهُ عن الشمس.
تردِّدُ حكايةَ الخريف، عند نومِ بنيها، حكايةَ غيبتِهِ في ثيابِ الشتاء، وتسلُّلِهِ عاريا خلفَ الصيف،
بيدٍ تسحبُ خيطَ الغيم.
تحكي عن مزاجٍ متقلّبٍ، لسارقٍ يخطِفُ الألوانَ، تارةً، ويوقظُ هممَ الفلّاحين.
تحكي عن طيور ٍعابرةٍ تستريحُ على ظهرِه.
تحكي بمهارةِ أم، تفادَتْ قصةَ الفأس، وهي تخمّنُ مِن وجوهِهم عن غصنٍ خائنٍ، يستعينُ على إخوتِهِ بالحديد.