إبداعات

الدليل.. قصة قصيرة

قصةقصيرة للروائي – محمد جمال الدين:

كان المنزل قديما متهالكا، تطل الحشرات من الشقوق المنتشرة علي الجدران، بينما بئر يتوسط المنزل وحوله أرض زلقة وضفادع تتقافز ثم تهوى في الماء كانت تتابع ذلك في فضول مشوب بالحذر ، بدأت عيناها رحلة المرور داخل المنزل وقد تملكها شيء من الخوف وبدأ يتسرب نحوها في لصوصية تقبض علي انفاسها رويدا رويدا ، حين أطل هذا البرص الكبير من الشق الواسع بوسط المدخل، اندفعت خائفة لم تكن تعلم أنها تجرى نحو أرض زلقة ستسحبها نحو البئر ولم تنتبه لحذائها عالى الكعبين الذى ساهم بقوة في حالة الترنح التى اصابتها، كانت يده تقبض بسرعة علي ذراعها وترفعها لأعلي قبل ان تسحبها الأرض الموحلة نحو البئر، كان اندفاعها شديدا كمن يذهب طائعا نحو الموت، لم يتركها استمر في نضاله ومقاومته ربما لقدر يضعه في نقطة اختبار حقيقية ، دار معها دورات كراقص باليه وقدماه تقبضان بقوة علي الارض الجافة محددا نقطة ببصره تبعده عن الانزلاق، ساعده رشاقة جسده وذراعه العفي علي الصمود في وجه الموقف الصعب ضغط نفسه بقوة حتى ابعدها عن الأرض الموحلة، كانت تنظر لهذه الدائرة الواسعةالتى رسمها حذاؤها علي الارض الموحلة لم تصدق أنها نجت من الموت ، كادت تطير من الفرح لأنه هو من حال دون سقوطها دون الحضور الخامل الذى كان يبدو كمرتادى الخمارات ، تأملته وبكت حين سألته:

– أعرف أنك لاتسمح لأحد بالسقوط وهو إلي جوارك
ابتسم ودمعت عيناه وهو يقول- إلا انت والسقوط
دمعت عيناها من جديد وعانقته ووضعت قبلة فوق شفتيه، وقف ساهما لفترة قبل أن يري الحشرات تطل من جديد في كل شقوق المنزل، أمسك بيدها وهو يقول بصوت واضح:
– وما الذى يجبرنا علي التواجد بهذا المنزل الموحش، ضغط حشرات كبيرة تحت كعب حذائه فهشمها وهو يقول:
– هيا لنغادر
تعلقت بذراعه ولم تهتم بهؤلاء الخاملين الأشبه بسكان القبور ولم تهتم أيضا بهذه الحشرات التى زاد عددها وانطلقت أصواتها القميئة تكاد تصم الآذان، نظرت في عينيه وركزت جيدا وهى تمضي في ثبات نحو النور. 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى