قصة حب نادرة بين الكتابة والأطفال في حياة الكاتبة الإنجليزية “جين أوستين”
في حياة الكاتبة الانجليزية “جين أوستين” قصة حب نادرة الوجود، كانت “جين” فتاة جميلة، كل سنوات حياتها على الأرض لا تزيد عن الأربعين عاما.
قضت حياتها القصيرة دون زواج ليس لأنها لم تجد الرجل الذى تحبه ولكن لأنها وجدته وأحبته وأعطته قلبها إلا أن القدر قسا عليها، فقد مات حبيبها قبل الزفاف!.
وخلال رحلتها في الحياة التقت “جين” بالعديد من الرجال الذين حاولوا أن يعوضوها الحب الذى فقدته، إلا انها أعرضت عنهم، فكانت حياتها امتلأت بأشياء أخرى أهم بكثير عن الحب الذى ينشأ بين رجل و امرأة.
كانت “جين” تعشق الكتابة، وكانت تحب الأطفال حتى أصبحت أما لكل طفل عرف طريقه إليها.
وتمضى الأيام ويتزوج كل أشقاء وشقيقات “جين”، وكانوا ثمانية وتقنع هي بالحياة مع كتبها وأقلامها وحرصها الشديد على أن تكون قريبة من كل طفل في اسرتها.
وفي أحد الأيام حمل البريد إليها نبأ وفاة زوجة شقيقها الأكبر، حزمت “جين” حقيبة ملابسها وذهبت لتعيش في بيت الشقيق الذى فقد زوجته ولتصنع من نفسها أماً للأطفال الصغار وكانوا أحد عشر طفلا، وفى بيت شقيقها قضت العمة “جين” أكثر سنوات حياتها ابداعا.
قبل وفاتها تروى “جين أوستين” في مذكراتها إحدى تجاربها مع أبيها الذى أعطاها كل حبه قبل أن يكتشف العالم هذه الكاتبة الرائعة وتلك الأم الحنون، كتبت “جين”: كنت في الثالثة والعشرين عندما انتهيت من الفصل الأخير من رواية “رغبة وكبرياء” بعد أيام حمل والدى أوراق الرواية وذهب بها إلى دار النشر وطالت غيبته واستبد بي القلق فقد انقضي النهار ولم يعد أبي، وعندما عاد نظرت إليه فوجدته يبحث عنى بين أشقائي، لم يكن صعبا أن أري دمعة حائرة تقف هناك في عينيه ولكنها ما لبثت أن سقطت على خديه، أسرعت إلى نار المدفأة لأقدم له الحساء الساخن فقد كانت ليلة باردة ممطرة ، نظر إلى أبى في دهشة وقال: لكنك لم تسأليني عن روايتك يا “جين” فقالت: لا تيأس يا أبى سوف يبحثون هم عنك ويسألونك عن رواية ابنتك.
اشتهرت “جين” بست روايات رئيسية، توضح وتنقد حياة طبقة ملاك الأراضي البريطانيين بنهاية القرن الـ 18، روايتها الأكثر نجاحًا خلال حياتها هي “كبرياء وهوى” كبرياء وتحامل (رواية)، كانت ثاني رواية تنشر لها، تكشف حبكتها الدرامية عادة اعتماد النساء على الزواج سعيًا وراء مركز اجتماعي ودخل ثابت.
هذه هي “جين أوستين” الكاتبة والأديبة التي عرفها وأحبها العالم بعد أن أحبها أهل قريتها “شوتون ” في مقاطعة “هاميشاير” بإنجلترا، و التي وهبت حياتها لتربية الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم.
كانت “جين” تكتب في الليل على ضوء الشموع بعد أن تطمئن إلى أن أصغر أحبائها من الأطفال أغمض عينيه ونام وهى تحكى له قصة من قصصها الجميلة، ثماني سنوات انقضت و “جين” ترعى أبناء شقيقها قبل أن يداهما المرض وتذهب في رحلتها الطويلة البعيدة عن الأرض، عن الذين أحبتهم وأحبوها أما لهم.