شعر- د.زينات ابو شاويش:
أُخيط الدمع من أجفانِ جُرحي
فتبكي الروح من جُرحٍ أطلا
هنا الأحزان تسكنُ كل بيتٍ
نضمدها فلا تزداد حِملا
هنا الأحلام نرتقها بدمع
مع الأيامِ بنار الدمع تُصلى
هنا القاصي من الداني تقارب
وصوتُ القربِ في العُربان ولى
هنا بغدادُ تبكي شوقَ عزٍ
ومن بغدادِ يأتي العزُ سهلا
هنا صنعاءُ أختُ النورِ تبكي
فيبكيها العراقُ بصوتِ كهلا
هنا طنجة هنا السودان تصرخ
هنا مصر هنا الأنهارُ قتلى
هنا الأقصى ينادي لا مُجيب
وصوتٌ من بعيد يقولُ مهلا
فعن أيُ المرافيءِ تبحثون
وقد أغرقتم الإنسانَ جهلا
أرى المدن تُسيرها المراثي
أرى الطغيان يزيد العُربَ جهلا
ولي نُصحٌ ويأبى أن يفوت
بلا بغداد سيبقى العُرب ثكلي
أنا البنت التي تنصر بلادًا
وتبقى بلاد قومي خير أهلا
سنتلو الحب آياتٍ عظامٍ
ليبقى الحب فتياً ليس كهلا
أنا النور الذي يزدادُ نورًا
إذا نادى المؤذن ثم صلى
أنا صوت القصيدة في رباها
ستعلو بي مع التأويل أعلى
ولا أخشي الخلائقَ في حياتي
وصعبٌ أن أرى قلبا يُذلا
ورغم الجُرح والأحزان حولي
ستبقى سورة الإسراء تُتلى
تعاتبني الحياةُ في كل يومٍ
أُهدهد قلبها وأقولُ مهلا
هي الدنيا يُكابدها العفيفُ
ويعلو فوقها العربيدُ جهلا
تدور بنا المآسي دور ريحٍ
يقاسيها الغريب فتبدو وحلا
تقُضُ مضاجع الفقراء فيها
فتأبى إلا أن تزدادَ بُخلا
لهم في الحزن باب بألفِ معنى
لهم في القلب معنا ألفُ أهلا
وأمشي في الحياة معي رسالة
بها العرفان والوحي المُحلا
لي الكلمات ترتقُ كل جُرحِ
ليبقى الحب عنوانًا أطلا
لي المعنى لي الإسراءُ وحيٌ
تُضيء العين بالكلمات كحلا
ولي قبسٌ من الكلمات يجبر
كسور الخلق في الأنواء ظلا
ولي صوتُ البشارةِ في حياتي
وبعد الموت تحيا الروحُ وصلا