القدس في الشعر العربي المعاصر في أمسية بيت الشعر بالأقصر
أخبار الأدب-الأقصر-بيت الشعر
أقام بيت الشعر بالأقصر مساء اليوم السبت أمسية نقدية و شعرية بعنوان:القدس في الشعر العربي المعاصر وذلك في مقر بيت الشعر بالأقصر على طريق الكباش الجديد قدم فيها الناقدان:
الأستاذ الدكتور / حافظ المغربي _ أستاذ البلاغة و النقد الأدبي بجامعة المنيا، محاضرة بعنوان ( القدس في قصائد الشاعرين محمد أبو دومة و محمود درويش)
وقدم فيها الأستاذ الدكتور / مصطفى رجب _ العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة سوهاج و الرئيس الأسبق للهيئة القومية لتعليم الكبار محاضرة بعنوان ( القدس في قصائد المجلات العربية)وفي الجزء الثاني من الأمسية استمع الجمهور إليهما شاعرين
قام بتقديم اللقاء الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر والذي أكد من خلال حديثه على مكانة القدس في ذاكرتنا العربية الوطنية بغده كان الحديث للأستاذ الدكتور حافظ المغربي الذي أكد سعادته بوجوده في الأقصر متحدثًا عن القدس ذلك الجرح الذي نسترجع به قول الشعراء وقد اختار الدكتور حافظ أن يتحدث عن شاعرين كل واحد له بصمة خاصة وهما الشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر محمد أبو دومة من صعيد مصر وإذا كان درويش الأكثر ذيوعا فإن لأبي دومة بصمة تخصه وحده وقد تناول د. حافظ تجربة محمود درويش عبر مرحلتين الأولى ما قبل خروجه من فلسطين والتي تتجلى في ديوان أغصان الزيتون حيث الشعرية البسيطة لكنها اتسمت بالغموض الشفيف وقدم بعض النماذج لهذه المرحله منها:
حملتُ صوتكَ في قلبي وأوردتي
فما عليك إذا فارقتَ معركتي
أطعمتُ للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار.. قافيتي !
آمنت بالحرفِ.. إما ميتاً عَدَماً
أو ناصباً لعدوّي حبلَ مشنقِة
آمنت بالحرف ناراً… لا يضير إذا
كنتُ الرمادَ أنا … أو كان طاغيتي !
فإن سقطتُ … وكفي رافع علمي
سيكتبُ الناس فوق القبر :
((لم يَمُتِ))
ثم تحدث عن تجربة درويش التي أنضجتها النكبة وأنضجت أيضًا لغته ولم يفارق لغته الصدق الفني،
و عن الشاعر محمد أبو دومة تناول قصيدته “شجنية” تلك التي تنقل فيها بين الخبب والمتدارك لينقل لنا حالة من الاضطراب والقلق يفكك من خلالها الأنساق القارة.
وتناول الأستاذ الدكتور مصطفى رجب صورة القدس في المجلات العربية من عام ١٩١٨ مؤكدًا على أن الشعراء العرب في تناولهم للقدس لم يخرجوا عن بث المشاعر التي تتعلق بالإسراء وأن القدس مدينة مقدسة فكل المنتج الشعري الذي تناول القدس عبارة عن بكائيات، مؤكدًا على أننا لابد أن نعرف تاريخ القدس وأن نؤسس له في نفوس الأبناء على أنه بلد عربي له مكانة تاريخية في نفوسنا نحن العرب والمسلمين وأن الصراع صراع وجود لا صراع حدود.
وفي الجزء الثاني من الأمسية استمع الجمهور إلي الضيفين شعراحيث قرأ الأستاذ الدكتور حافظ المغربي من شعره:
هِيْفِيْنُ
يا أسرارَ بابلَ…؛
والمَدَىْ سُكْرٌ
تَضَوَّعَ مِنْ رحيقِكِ أدْمُعَاً
من عينِ بغدادِ الفُرَاتِ
الضَّارِعِ السَّكَنَاتِ
قُبْلاتٍ براعِمَ
كالنُّهُودِ البِكْرِ جاوبتِ الصَّدَىْ
عُرْيانَ تَنْهِيْدٍ وضَمّّ
والتحافٍ بالهَوَىْ
صَدْيَانَ للشَّمِّ الولودِ
على ترائبِك المُدَىْ
ثم تلاه الأستاذ الدكتور مصطفى رجب والذي قرأ قصيدته التي تحمل اسم احد دواوينه:
“الصمت”
هو الصمتُ, يا هند, لا تنطقي
فإنَّا التقيْنا.. ولم نلتقِ
دعي الصمتَ يفتحْ لنا بابَه
إلى ثرثرات الهوى الزئبقي
فما الصمتُ إلا دفاعُ القلوبِ
إذا هَجَم العقلُ بالمنطق
على شفتيكِ يموت الحديثُ
ويُبْعث في الشَّعر والمفرق
وثغرك همْتُ به مطبقاً
على ضحكةٍ بعد لم تُطْلَق
وعيناكِ: ألف اعتراضٍ, وشوقٌ
مضلٌّ, وألفُ سؤال شقي
هو الصمتُ, حتى تلينَ الجلودُ
لهذا الحوار الشفيف النقي
ذلك ويتجدد اللقاء يوم السبت القادم وأمسية شعرية جديدة من أمسيات بيت الشعر بالأقصر.