نحن لا نخسرهم إنما المواقف تغربلهم!
بقلم- محمد بن أحمد الظلمي الفَيْفي:
يُخادِعُني العَدوّ فما أُبَالي *** وأبكي حِينَ يَخدعُني الصَّديقُ
الخيانة موجعة جدًّا، وهي من أعظم ما يمكن أن يؤلم الإنسان، والشخص الخائن: هو شخص بغيض مكروه لا أحد يصادقه، فالكل يعرف خيانته، ؛ ولكن المشكلة حينما يطعنك أحدهم في ظهرك وتجده مِن أعز الناس إليك “صديقك”، فإنها تأتي في مقتل.
الإنسان دائمًا يثق في أصدقائه، فإذا وجد أن الخيانة حصلت من صديق عزيزٌ عليه أدمى قلبه وجُرِحَ صدره من هول هذا الأمر وعظيمه على النفس، فالخيانة صفة سلبية لا يتصف بها إلا أصحاب الدناءة والفجور.
وكان النبي الأكرم ﷺ ، يستعيذ من الخيانة، وكان يقول: « اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة، فإنها بئست البطانة »، وكما قال ﷺ : « سيأتي على النَّاس سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبِضة »، قيل: وما الرويبِضة؟ قال عليه الصلاة والسلام: «الرجل التافه في أمر العامة».
قال عبد الرحمن العشماوي:
يخادعني العـدوُّ فمـا أبالـي *** وأبكي حين يخدعني الصديـق
أقــــول لمن يعرقل سير شعـري *** ويحسبنــــــي لمنحتـه أتـــــــــــــوق
أرح يا صـــاحبي عقـلاً وقلب *** فحبل الديــــــــن في قلبـي وثيـــــــق
ولا يغررك مظهر من يحابـي *** وفـوق لســــــــانـه لفـظٌ أنيــــــق
فبعـض المـدح للإنسـان ذمٌ *** وبعض البر في الدنيـــــــا يعـوق
وأخيرًا، اخشى ما اخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر.