الأخبار الثقافيةمقالات

الأدب بالوزن والايقاع سلاح وطني

بقلم – رزان البكر:

الوطن الذي نسكنه ويسكننا واجب علينا الدفاع عنه واحد سبل الدفاع هو الأدب بمختلف انواعه بدء الامر منذ الأدب الجاهلي كتب العرب في الوطن الكثير ونشئ عن هذا ” ادب الوطن ” وتنوعت المشاعر بين حب وحنين ودفاع وحث على الولاء واتى الدين الإسلامي فأكد على هذه السمة فاستمر ادب الوطن معززا لكل شعور وطني..
ولعل المسموع من الادب ذا الوقع الايقاعي أشد في ترسيخه ومن هنا ظهر النشيد الوطني اكتسبت الأناشيد الوطنية أهميتها الوطنية في أوروبا  فأقدم الأناشيد الوطنية المعروفة، هو النشيد الوطني الهولندي”هت فلهلموس” والذي كتب بين الأعوام 1568 و 1572 خلال الثورة الهولندية. النشيد الياباني، “كيمي جا يو”، وكلماته مأخوذة من قصيدة ألفت في فترة حكم هييان (794-1185)، إلا أنه لم يستخدم بشكله الحالي حتى عام 1880.
يعتمد النشيد كنشيد وطني للبلاد رسمياً عبر ذكره في فقرة من فقرات دستور البلاد، من خلال قانون تسنه السلطة التشريعية، أوببساطة عن طريق كونه جزءاً من تقاليد البلاد. غالبية الأناشيد الوطنية إما عبارة عن مسيرات أو تراتيل في الأسلوب
تثير وتمدح تاريخ البلاد وتقاليدها ونضالات شعبها ويكون عادة باللغة الرسمية أو الأكثر شيوعاً في البلاد وتنوه به الدولة عن حضارتها ومبادئها ويتناقل بين مواطنيها من جيل لجيل
والان وبعد ما مر بالعالم العربي ما مر به نجد من كل دولة عربية عدة مبدعين جسدوا مشاعرهم لاوطانهم وما مر بها عبر التاريخ وناضلوا بالقلم لنصرتهم وينشق هذا الى أنواع مثل “أدب الحرب” و “أدب المقاومة” بجانب “أدب الوطن” وتتجسد بالاناشيد التي تنعى الشهداء وتأرخ امجادهم
وفي الازمات يلاحظ اثر الخطاب الادبي كسلاح ليس في النشيد الوطني فقط بل في الاعلام عبر الإذاعات والقنوات ففي عام ١٩٩٠ كان لخلف بن هذال الملقب بشاعر الوطن دور في حرب شعرية نبطية اثناء ازمة الخليج وبشعره كان يدافع وفي اطلالته في زيه العسكري يمنح الشعور بالانتماء ووصل الى قلوب كل مواطني الكويت والدول الشقيقة لها والقى قصائد منها
بقيادة الفهد شلنا الصوت واذنّا
على المناير تلج ابنا مآذنها
وان كان صاح الفهد صاحت قبايلنا
بالصيحة اللي جميع الكون يذعنها
صيحة ندا والفدا فن ولنا فنَّا
فينا فنون المعارك وانتفننها

واما عن الشطر الذي قال فيه
من دون صهيون .. بذتنا صهاينا
فقد اصبح مثل دارج الى يومنا هذا

وبعد هذه القصائد وبعد الوقفة الشجاعة من المملكة حكومةً وشعباً، عادت الكويت حرة أبية قام الشاعر خلف بن هذال العتيبي بزيارة إلى دولة الكويت بعد التحرير وأثناء لقائه بسمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة أثنى سموه على دور خلف بن هذال كشاعر وكسلاح فعال ومؤثر أسهم في رفع الروح المعنوية لدى الكويتيين. وقال له الشيخ جابر: إنني عندما أتذكر قصائد خلف بن هذال تتداعى امامي على الفور وقفة المملكة قيادة وشعباً بقرب النصر وإنني سأعود إلى دسمان وهذا ما رواه أيضا سمو الشيخ سعد العبدالله ولي العهد الكويتي حيث إن هذه القصيدة يعتبرها المراقبون الذين رصدوا حرب الخليج إحدى أهم محطات التحول في مسار الأزمة
مؤكدين بذلك قوة الأدب كسلاح وطني وصدى قصائدة التي بقيت تتردد الى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى