صدر عن مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع مجموعة قصصية حديثة بعنوان “تراسلني فراشاتي”، للكاتبة سميرة الزهراني.
ومن أجواء الكتاب: “اخشوشنت في وجهه الحياة، أذاقته صنوف الحرمات، وجرعته كؤوس الفقد، عبثت بقلبه الصغير، فحرمته ما يتمناه، بل وحتى ما يحتاج إليه، سار حافياً في الطرقات، حتى إن قدمه الصغيرة تعودت ذلك، فلم تعد تؤثر فيها نتوءات الطرق.
تمنى ذات ليلة أن تمطر السماء عليه فرحاً، وأن تثمر شجرة التفاح، تمنى أن يلتقى أمه وأن يرتمي في حضنها ولو لساعات، تمنى أن يهبها وريده لتعيش، وأن يطعمها من شجرته التي أثمرت، لكنها أبت إلا الرحيل، وظل بعدها يأكل تفاحته بيدين متسختين، وعيناه مغرورقتان بالدموع، وبابٍ تواربه الرياح.
وفي النهاية يختتم الكتاب قائلاً: “في آخر الليل وحين هجع الناس، تسلل إلى غرتها بهدوء وخفة، يريد أن يلمح وجهها الذي أحبه، وأن يطبع عليه تفاصيل ذلك الحب، لكن كانت المفاجأة حين رآها!، رأى ذكريات الزمن الغابر كلها، ورحلة المجهول الذي امتطى صهوته منذ زمن، أقشعر جسمه ببرودة جو الماضي الكئيب، وقفل راجعاً ( لن أعود) هو عهد قطعه على نفسه وهمهم”.
