نسمة تغمرني فتخبرني
بقلم – رامي حسن:
اشتقت إلى تلك التلال، عشب أخضر، وورود حمراء تغازل زهور صفراء، تُقارب بينهما الرياح فيجتمعان ويميلان، فتتناثر نسائم العبق الجميل عطرا ربانياً أصيل.
نرجس قد اتكأ مع الفل يمازح الياسمين، وبنفسجٌ يعانق الجوري. أنظر من قمتي الخضراء فأرى مد بصري سحابات بيضاء تراكمت وازدحمت، اقتربت لتحتضنني، فتغمرني نسمة عليلة باردة، تزيح عني كدر السنين والأيام.
تخبرني أن الماضي يبقى جميلاً رغم كل ما فيه من ألم، تخبرني أن الحاضر جميل بما فيه، تقول لي في شغف أن جميع من حولي جميل، تخبرني أن كل ما أعطاني ربي جميل، تخبرني أن الدنيا لا تتوب فستُبكينا ونُبكيها فاجعل دمعة الفرح تمحو دموع الحزن، تخبرني أن لحظة الصفا تُفَجر قرون الضجر والغم، تقول لي أن أجمل أيامي هي طفولتي، تخبرني أن ما أراه وأشعر به ما هو إلا لحظة فرح لن تدوم، وتقول بأننا سنلتقي يوماً دون فراق ونغدو دون عودة. فقم وانفض غبار التعب والهم وجدد في حياتك العزم.