إبداعات
عودة لمحراب الأقصى
شعر-L-Henia Razika،موريتانيا:
ها عدت من رحــم التاريخ ولهانــــــا
أستنطق الجـــرح أوجاعا وأزمانـــــــا
ها عدت من مقلتي الغيب ذاكـــرتي
تنوس فيها حروفٌ من خطايانــــــــــا
ينسل مني انسكاب الضوء في غبشي
يسقي شرايين هذى الأرض قرآنــــا
حتى سفحت خوابي الغيث في ألقي
من عهد نوح ألقيها سليمانــــــــــــا
قد جئت من بطن هذا الحوت ملتحفا
يقطين كل الرؤى طُرزتُ أكفانــــــــــا
وشى الهوى من مرايا الحلم أغنيتـي
من قبلما حال جرح الرمل دخانـــــــا
يحيك باليأس أثوابا لمحنتــــــــــــــه
يستف من جبة الحلاج ألوانـــــــــــا
غياهب الجب كم ريح تلملمنـــــــي
من بعدما رسخت في العمر نيرانــــا
ها عدت تلك عصا موسى تصاحبنــي
فأغرقت ألف فرعون في حكايانــــــــا
قد جئت مرهقة كالنخل ذاكرتـــــــي
إذ أمطرت وجه هذا الرمل أحزانــــــــا
مهما هززتُ بجذع النخل في غسقي
لكي يساقط رطب القدس مزدانــــــا
إلا بكيتُ كمـــــــــــن قد ضيعتْ أزلا
يمتد في أبد المجروح إنسانـــــــــــا
شربت نصف خوابي الليل في حنقــي
أكلت من خبزه المسموم أزمانــــــــا
عكفت دهرا وحيدا في هياكلــــــــــه
والأرض أزمنة تقتات موتانــــــــــــــــا
ها عدت تأكلني ناري وتشــــــــربني
بلواي في خوف إبراهيم أوثانـــــــــــا
ونبرة الشــــــك كم تستف من لغتي
حروفها لعنت في البدء معنانــــــــــا
حتى تجرعت منها كأس محنتنـــــــا
تبغي هنا دوحة الأشواق أوطانـــــــا
تذيب ملـــــح حكايا النخل في وترى
تنز من حيرة الأقصى حكايانـــــــــــا
ومن كوابيس هذا الـــــــرمل يلبسنا
في ظل يوسف هذا التيه قمصانـــــا
فيوقظ البدء تاريخـــــــــــــــــا تخبئه
عمامة البيد والعراف عنوانـــــــــــــا