“توماس هاردي”.. الشاعر الذي عاش حياته يعشق زوجته وفي وفاته دُفن قلبه جوارها
“توماس هاردي” روائي وشاعر إنجليزي، تأثر بالرومانسية واهتم بنقد أوضاع المجتمع الفيكتوري، هذا إلى جانب اهتمامه بالطبقة الريفية، نظرًا لأنه نشأ في أسرة فقيرة فكان والده يعمل في المعمار والبناء المحلى، أما والدته “جميما هاردي” كانت ذات اطلاع فكرى واسع، فحرصت في بادئ الأمر على الاهتمام بتعليم ابنها توماس حتى وصل إلى المدرسة في “بوكهامبتون” وهو في الثامنة من عمره.
وبعدها ذهب طيلة سنوات إلى أكاديمية لأسر الشبان الصغار في “دوركستر”، ولكن العائلة لم تستطع تحمل نفقات دراسته الجامعية، لذا توقف عن الدراسة في الـ 16 من عمره، لم يتوقف طموح “توماس” في استكمال تعاليمه الجامعي عند هذا الحد، بل تدرب لدى مهندس معماري، قبل أن ينتقل إلى لندن سنة 1862 ليدخل كلية “كينجز”.
قبل رحيله بعدة سنوات رحلت زوجته “إيما لافينيا” التي أحبها كثيرًا، كان للحزن أثر كبير عليه، حتى أنه قام بالسفر إلى “كورنوول” لزيارة الأماكن التي تذكره بزوجته الراحلة، وأشعاره التي كتبها بين 1912 و1913 تعكس مشاعره إزاء هذا الحادث المؤلم.
ورغم زواجه بعد ذلك من شابة تبلغ من العمر 39 عامًا إلا أنه لم ينسى حبيبته التي رحلت، لدرجة أنه أوصى أن يتم دفنه بجوار زوجته الأولى، وتم وضع رماده في زاوية الشعراء بدير “وستمنستر”، أما قلبه فقد دفن في “ستينسفورد” إلى جانب زوجته إيما.
رحل “توماس” عن عالمنا في مثل هذا اليوم 11 يناير عام 1928م، وترك لنا عدة أعمال منها: “الرجل المسكين والسيدة النبيلة، عودة المواطن، أهل الغابات، زوج من العيون الزرقاء، مجموعة من السيدات النبيلات، المحبوبة جيدا، مفارقات الحياة الصغيرة، العلاجات الميؤوس منها، اثنين على البرج”، وغيرها الكثير.